فيهم آثار بأحد، فبعث الله عليه دبرا فحمت لحمه (1).
ومعنى ذلك هو: ان السيل لم يكن قد احتمل عاصما، حسبما ذكرته الرواية المتقدمة.
واعتذار العسقلاني وغيره عن ذلك بأن من الممكن أن لا تكون قريش قد علمت بحماية الزنابير له من هذيل، أو شعرت بذلك، لكن رجت أن تكون الزنابير قد تركته (2).
هذا الاعتذار لا يجدي في دفع ما ذكرناه، لان الرواية المتقدمة تذكر: أن السيل قد احتمل عاصما في مساء ذلك اليوم الذي أرادت هذيل قطع رأسه فيه فحمته الدبر، وزاد في بعض الروايات: أن ذلك السيل قد احتمل معه خمسين من المشركين إلى النار أيضا كما تقدم (3).
2 - لا ندري لماذا جاء ذلك السيل الذي احتمل عاصما ليلا، ولم يأت نهارا؟! فهل خشي على نفسه من هذيل أن يعرفوه، ويعاقبوه بعد ذلك؟
ولماذا اكتفى بحمل خمسين من المشركين، ولم يحمل بقيتهم، ويخلص الناس من شرهم.