فلم يجدهما فرجع إلى قومه، ثم سار عبد الله نحو المدينة (1).
وهذه هي نفس الأمور التي حدثت للنبي في غار ثور حين هجرته.
لا ندري كيف عادت وتكررت لابن أنيس دون سواه!! ومن دون أي تفاوت أو تغيير تقريبا.
ويلاحظ أيضا: أن هذا الرجل يحاول أن ينسب قتل سلام بن أبي الحقيق اليهودي لنفسه أيضا: كما سنرى.
3 - إن الرواية - رغم أنها عن شخص واحد، وهو نفسه بطلها - فقد وردت مختلفة النصوص إلى حد التنافي، كما يظهر من ملاحظة ما تقدم.
4 - إن هذه الرواية تقول: إن عبد الله بن أنيس قد حمل رأس سفيان إلى النبي (صلى الله عليه وآله).
ولكن قد جاء عن الزهري قوله: (لم يحمل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأس إلى المدينة قط) (2).
وقد جعل الحلبي قصة حمل رأس سفيان وكعب بن الأشرف إلى النبي ردا على الزهري، وإبطالا لقوله (3).
ونقول: إن ذلك ليس بأولى من العكس، بل العكس هو الأولى، ما دام الزهري بصدد تكذيب ما نقل من ذلك. فلولا أنه بحث عن ذلك واستقصاه، وسأل عنه، لما حكم بهذا الحكم القاطع. ولا سيما بملاحظة أن ناقل إحدى القصتين رجل واحد، هو نفس بطلها، إلى آخر ما تقدم من وجوه الوهن في القصة.