بثياب فلبسها فلم تعجبه فدعا بغيرها بثياب خضر سوسية بعث بها يزيد بن المهلب فلبسها واعتم وقال يا ابن المهلب أعجبتك قلت نعم فحسر عن ذراعيه ثم قال أنا الملك الفتى فصلى الجمعة ثم لم يجمع بعدها وكتب وصيته ودعا ابن أبي نعيم صاحب الخاتم فختمه قال على قال بعض أهل العلم إن سليمان لبس يوما حلة خضراء وعمامة خضراء ونظر في المرآة فقال أنا الملك الفتى فما عاش بعد ذلك إلا أسبوعا (قال على) وحدثنا سحيم بن حفص قال نظرت إلى سليمان جارية له يوما فقال ما تنظرين فقالت أنت خير المتاع لو كنت تبقى * * * غير أن لا بقاء للانسان ليس فيما علمته فيك عيب * * * كان في الناس غير أنك فان فنفض عمامته (قال على) كان قاضى سليمان سليمان بن حبيب المحاربي وكان ابن أبي عيينة يقص عنده * وحدثت عن أبي عبيدة عن رؤبة بن العجاج قال حج سليمان بن عبد الملك وحج الشعراء معه وحججت معهم فلما كان بالمدينة راجعا تلقوه بنحو من أربعمائة أسير من الروم فقعد سليمان وأقربهم منه مجلسا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم فقدم بطريقهم فقال يا عبد الله اضرب عنقه فقام فما أعطاه أحد سيفا حتى دفع إليه حرسي سيفه فضربه فأبان الرأس وأطن الساعد وبعض الغل فقال سليمان أما والله ما من جودة السيف جادت الضربة ولكن لحسبه وجعل يدفع البقية إلى الوجوه وإلى الناس يقتلونهم حتى دفع إلى جرير رجلا منهم فدست إليه بنو عبس سيفا في قراب أبيض فضربه فأبان رأسه ودفع إلى الفرزدق أسيرا فلم يجد سيفا فدسوا له سيفا ددانا متينا لا يقطع فضرب به الأسير ضربات فلم يصنع شيئا فضحك سليمان والقوم وشمت بالفرزدق بنو عبس أخوال سليمان فألقى السيف وأنشأ يقول ويعتذر إلى سليمان ويأتسي بنبو سيف ورقاء عن رأس خالد إن يك سيف خان أو قدر أتى * * * بتأخير نفس حتفها غير شاهد فسيف بنى عبس وقد ضربوا به * * * نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
(٣٠٥)