مجنبتا المسلمين على الذين هزموا القلب فهزموهم حتى ردوهم إلى عسكرهم وقتل من المشركين عدد كثير ودخلوا مدينة سمرقند فصالحوهم وصنع غوزك طعاما ودعا قتيبة فأتاه في عدد من أصحابه فلما تغدى استوهب منه سمرقند فقال للملك انتقل عنها فانتقل عنها وتلا قتيبة " وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى " قال وأخبرنا أبو الذيال عن عمر بن عبد الله التميمي قال حدثني الذي سرحه قتيبة إلى الحجاج بفتح سمرقند قال قدمت على الحجاج فوجهني إلى الشأم فقدمتها فدخلت مسجدها فجلست قبل طلوع الشمس وإلى جنبي رجل ضرير فسألته عن شئ من أمر الشأم فقال إنك لغريب قلت أجل قال من أي بلد أنت قلت من خراسان قال ما أقدمك فأخبرته فقال والذي بعث محمدا بالحق ما افتتحتموها إلا غدرا وإنكم يا أهل خراسان الذين تسلبون بنى أمية ملكهم وتنقضون دمشق حجرا حجرا قال وأخبرنا العلاء بن جرير قال بلغني أن قتيبة لما فتح سمرقند وقف على جبلها فنظر إلى الناس متفرقين في مروج السغد فتمثل قول طرفة:
وأرتع أقوام ولولا محلنا * بمخشية ردوا الجمال فقوضوا قال وأخبرنا خالد بن الأصفح قال قال الكميت:
كانت سمرقند أحقابا يمانية * فاليوم تنسبها قيسية مضر قال وقال أبو الحسن الجشمي فدعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح أهل السغد فقال يا نهار أين قولك:
ألا ذهب الغزو المقرب للغنى * ومات الندى والجود بعد المهلب أقاما بمرو الروذ رهن ضريحه * وقد غيبا عن كل شرق ومغرب أفغزو هذا يا نهار قال لا هذا أحسن وأنا الذي أقول:
وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا * ولا هو فيما بعد نا كابن مسلم أعم لأهل الترك قتلا بسيفه * وأكثر فينا مقسما بعد مقسم قال ثم ارتحل قتيبة راجعا إلى مرو واستخلف على سمرقند عبد الله بن مسلم وخلف عنده جندا كثيفا وآلة من آلة الحرب كثيرة وقال لا تدعن مشركا يدخل