(ويرد عليه) أن تفسير كلمة (اله) بمفهوم واجب الوجود مما ينافي المتفاهم العرفي، فان مفهوم الواجب من المفاهيم المصطلحة في العلوم العقلية وليس مما ينساق إلى أذهان الاعراب الجهال الذين امروا بذكر كلمة الاخلاص في صدر الاسلام.
" فالتحقيق أن يقال ": ان العرب في صدر الاسلام لم يكونوا مشركين في أصل واجب الوجود بحيث يعتقدون وجود آلهة متعددة في عرض واحد، بل كانت صفات الألوهية ثابتة عندهم لذات واحدة، وانما كانوا مشركين في العبادة حيث كانوا يعبدون بعض التماثيل التي ظنوا انها وسائط بينهم وبين الله، وكانوا يعتقدون استحقاقها للعبودية أيضا كما يشهد بذلك قوله تعالى (حكاية عنهم): ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله، فكلمة الاخلاص وردت لردعهم عن ذلك، فمعناها نفى استحقاق العبودية عما سواه كما يشهد بذلك معنى كلمة اله فإنها بمعنى المعبود.
" وبالجملة " كلمة الاخلاص لاثبات التوحيد في العبادة لا في الألوهية، إذ التوحيد في أصل الألوهية كان ثابتا عندهم قبل الاسلام أيضا فافهم.
المقصد الرابع في العموم والخصوص (قال في الكفاية ما حاصله): ان العام قد عرف بتعاريف، وقد وقع فيها النقض تارة بعدم الاطراد وأخرى بعدم الانعكاس ولكنه غير وارد، فإنها تعاريف لفظية لشرح الاسم لا لشرح الحقيقة، كيف! والمعنى المركوز منه في الأذهان أوضح مما عرفوه به مفهوما و مصداقا ولذا يجعل صدق ذاك المعنى على فرد وعدم صدقه على فرد آخر مقياسا في الاشكال على التعاريف.
(ثم عرف " قده ") في ضمن كلامه العموم بأنه شمول المفهوم لجميع ما يصلح ان ينطبق عليه (انتهى).
(أقول): قد ذكر في محله ان كل ما صدق عليه المعرف (بالكسر) يجب ان يصدق عليه المعرف (بالفتح) وبالعكس.