ومن (أذكار الرفع من الركوع والاعتدال) قوله: " وعن عبد الله بن أبي أوفى عن النبي (ص) أنه كان يقول: وفي لفظ: يدعو إذا رفع رأسه من الركوع: " اللهم لك الحمد ملء السماء...
اللهم طهرني بالثلج والبرد...). رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة ".
قلت: فيه ملاحظتان:
الأولى: أنه ليس عند أبي داود وابن ماجة قوله: " اللهم طهرني... "، وإنما هي زيادة في بعض طرقه عند الآخرين.
الثانية: أن هذه الزيادة ليس في شئ من طرقها التصريح بأنه (ص) كان يقولها بعد الرفع من الركوع، بل هي مطلقة، ولفظها عند مسلم وأحمد: " كان يقول:
اللهم لك الحمد... اللهم طهرني.. ".
وهكذا أخرج هذه الزيادة الترمذي (4 / 272)، وصححه.
فتقييدها بما بعد الركوع يحتاج إلى دليل، وقد جاءت الجملة الأولى من هذا الحديث عن جماعة من الصحابة بطرق صحيحة، وليس في شئ منها هذه الزيادة، ولذلك نرجح أنها ليست من أذكار ما بعد الركوع، بخلاف ما قبلها، بل هي دعاء مطلق، ولذلك لم أوردها في أذكار الركوع من كتابي " صفة صلاة النبي (ص) "، خشية أن أزيد فيها ما ليس منها، وإن كان ابن القيم قد فعل ذلك، ولم يتنبه لذلك المعلقان على " زاده " (1 / 221) كالمؤلف، فتأمل.