وإنما رواه من طريق أبي حازم عن أبي هريرة مختصرا، ومن طريق نعيم بن المجمر عنه أتم من الروايتين، ولفظه:
"... ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله (ص) يتوضأ، وقال: قال رسول الله (ص): أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع... الحديث ".
وهكذا أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " (1 / 243)، ولكنه لم يصرح برفع الجملة الأخيرة إلى النبي " صلى الله عليه وآله "، والله أعلم.
قوله في الدعاء تحت رقم 15 -: " لم يثبت من أدعية الوضوء شئ عن رسول الله (ص) غير حديث أبي موسى الأشعري قال: أتيت رسول الله (ص) بوضوء، فتوضأ، فسمعته يدعو، يقول: " اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي ". فقلت: يا رسول الله! سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: " وهل تركن من شئ؟ ". رواه النسائي وابن السني بإسناد صحيح ".
قلت: لنا على هذا مؤاخذات:
الأولى: أن الحديث ليس من أذكار الوضوء، وإنما هو من أذكار الصلاة، بدليل رواية الإمام أحمد في " المسند "، وابنه عبد الله في " زوائده "، من طريق عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: ثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبي موسى به مختصرا بلفظ: " فتوضأ وصلى وقال: اللهم... "، وقد قال الحافظ في " أماليه على الأذكار ":