ومن (قضاء الحاجة) قوله تحت رقم 3 -: " الجهر بالتسمية لحديث أنس قال: كان النبي (ص) إذا أراد أن يدخل الخلاء، قال: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. رواه الجماعة ".
قلت: وهم المؤلف حفظه الله في عزو الحديث بهذا السياق للجماعة، إذ ليس عندهم ولا عند أحد منهم: " بسم الله "، وقد ساق الحديث مجد الدين ابن تيمية في " المنتقى " برواية " الجماعة " بلفظ:
" كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم... "، ثم قال:
" ولسعيد بن منصور في " سننه ": كان يقول: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ".
فكأن المؤلف نقل الحديث من " المنتقى "، وفي أثناء النقل لرواية الجماعة منه انتقل بصره إلى لفظة البسملة في رواية سعيد فيه، فكتبها في روايتهم، وليست منها!
ورواية الجماعة مخرجة في " الإرواء " (رقم 51)، و " صحيح أبى داود " (3)، وغيرهما.
وثمة وهم آخر، فإن المؤلف كأنه تسامح في رواية الحديث بالمعنى، فإنه قال: كان إذا أراد أن يدخل... "، فزاد لفظ: " أراد " من عنده، وليس يحسن ذلك رواية.
وأما رواية سعيد بزيادة البسملة، فقد أخرجها ابن أبي شيبة أيضا في " المصنف " (1 / 1) من طريق أبي معشر نجيح عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس نحوه.