298).
فهذا اضطراب شديد من شهر يدل على ضعفه كما تقدم، ولذلك قال النسائي عقبه:
" وشهر بن حوشب ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر؟ فقال: إن شهر انزكوه (أي طعنوا عليه وعابوه)، وكان شعبة سيئ الرأي فيه، وتركه يحيى القطان ".
وأما المتن، فتارة يذكر صلاة الفجر دون المغرب، كما في حديث أبي ذر.
وتارة يجمع بينهما، كما في حديث ابن غنم المرسل، وحديث فاطمة، وأخرى يذكر العصر مكان المغرب، وذلك في حديث معاذ، وتارة يذكر " يحيى ويميت "، وتارة لا يذكرها، وتارة يزيد قبلها: " بيده الخير "، وتارة لا يذكرها، وتارة يذكر: " قبل أن ينصرف ويثني رجليه ". وتارة لا يذكرها. وتارة يضطرب في بيان ثواب ذلك بما لا ضرورة لبيانه الآن.
وبالجملة، فهذا الاضطراب في إسناده ومتنه لو صدر من ثقة لم تطمئن النفس لحديثه، فكيف وهو من شهر الذي بالضعف اشتهر؟!
ومع هذا كله فقد وجدت لحديث ابن غنم هذا شواهد تقويه وتطمئن النفس للعمل به مع كل الزيادات التي سبق بيانها، جاءت في أحاديث متفرقة، أوردتها في " صحيح الترغيب والترهيب " (1 / 262 / 469 - 472 / طبعة مكتبة المعارف - الرياض)، وخرجت بعضها في " الصحيحة " (2563)، والله تعالى ولي التوفيق.
ثم قال: " (15) وروى أبو حاتم أن النبي (ص) كان يقول عند انصرافه من صلاته: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري... إلخ. ".
أقول: فيه أمور:
الأول: أنه عزاه لأبي حاتم، وهذه الكنية إذا أطلقت فالمراد نجها الإمام أبو