على من تركه واما التسمية ففي صحتها عنه نظر فلينصرف إلى الصحيح الثابت دون غيره ومما يلزمهم على القول بالتشبيه عن كل وجه ما في الصحيحين عن ثابت عن أنس قال: اني لا آلو ان أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل: قد نسي وإذا رفع من السجود مكث حتى يقول القائل قد نسي فهذا أنس قد أخبر بشبه صلاته بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يطيل ركعتي الاعتدال والفصل إلى غاية يظن به النسيان ومع ذلك فالشافعية يكرهون إطالتهما صلى الله عليه وسلم وعندهم وجهان في بطلان الصلاة بها فهلا كان حديث أنس هذا دليلا علو وجوب إطالتهما مع صحته وموافقته للأحاديث الصحيحة كما كان حديث أبي هريرة دليلا على وجوب قراءة البسملة والجهر بها مع علة مخالفته للأحاديث الصحيحة وأيضا فيلزمهم ان يقولوا بالجهر بالتعوذ لان الشافعي روى أخبرنا بن محمد الأسلمي عن ربيعة بن عثمان عن صالح بن أبي صالح انه سمع أبا هريرة وهو يؤم الناس رافعا صوته في المكتوبة إذا فرغ من أم القرآن ربنا انا نعوذ بك من الشيطان الرجيم فهلا أخذوا بهذا كما أخذوا بجهر البسملة مستدلين بما في الصحيح عنه فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما اخفى عنا أخفينا عنكم وان لم تزد على أم القرآن أجزأت وان زدت فهو خير وكيف يظن بابي هريرة انه يريد التشبيه في الجهر بالبسملة وهو الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي. ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال: العبد الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال الله هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل انتهى أخرجه مسلم في صحيحه عن سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فذكره وعن مالك
(٤٥٩)