خلقا، العاشر، من بين العشرة، وقد سبق بيان قراءة عاصم.
طريقة أبي حنيفة في التفقيه ولسنا نخوض هنا في عباب ترجمة أبي حنيفة النعمان، وفي كتب الأئمة ما يغنينا عن ذلك، فدونك كتاب " أبى القاسم بن أبي العوام. الحافظ ". وكتاب " أبى الحسين الصيمري ". و " كتاب الحارثي، المندمج في كتاب الموفق المكي ". و " جزء بن الدخيل " الذي نقل ابن عبد البر غالب ما فيه في " الانتقاء "، وكان ابن الدخيل رواية العقيلي، فألف جزء في فضائل أبي حنيفة، ردا على العقيلي، حيث أطال لسانه في فقيه الملة، وأصحابه البررة، شان الجهلة الاغرار، وتبرؤ مما خطته يمين العقيلي، مما يجافي الحقيقة، فسمعه حكم بن المنذر البلوطي الأندلسي من ابن الدخيل بمكة، وسمعه منه ابن عبد البر، فساق غالب ما فيه من المناقب في " ترجمة أبي حنيفة " من الانتقاء، وما يذكره ابن عبد البر عن البخاري كان من تمام النصفة، أن ينظر في سنده، وكذا ما يرويه إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة، وأما ابن الجارود، فقد ثبت رد شهادته عند قاضى المسلمين، فلو أشار إلى ذلك كله لأحسن صنعا.
والحاصل أنه لم يتكلم فيه أحد بحجة، كما شرحنا ذلك أو صع شرح، فيما رددنا به على الخطيب في هذا الصدد، وإنما نتكلم هنا عن طرف من أحواله، مما ينبئ عن طريقته في التفقيه.
فأقول: هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت النعمان بن المرزبان، الفارسي الأصل، لم يقع عليه رق أصلا، وإسماعيل بن حماد مصدق في ذلك، وقد قال الصلاح بن شاكر الكتبي في " عيون التواري ": قال محمد بن عبد الله الأنصاري: ما ولى القضاء من أيام عمر بن الخطاب إلى اليوم " يعنى بالبصرة " مثل إسماعيل بن حماد، فقيل له: ولا الحسن البصري؟ قال: والله، ولا الحسن البصري، وكان عالما، زاهدا، عابدا، ورعا. ا ه. أمثله لا يصدق في نسبه؟! وقد حدث الطحاوي في " مشكل الآثار ":
ص 54 - 4 عن بكار بن قتيبة عن عبد الله بن يزيد المقرى: " أتيت أبا حنيفة، فقال لي: من الرجل؟. فقلت. رجل من الله عليه بالاسلام، فقال لي: لا تقل هكذا، ولكن وال بعض هذه الاحياء، ثم أنتم إليهم، فانى كنت أنا كذلك " فعلم أن ولاءه كان ولاء الموالاة، لا ولاء العتق، ولا ولاء الاسلام، (وماذا بعد الحق إلا الضلال)، وقال ابن الجوزي في " المنتظم ": لا يختلف الناس في فهم أبي حنيفة، وفقهه، كان سفيان الثوري. وابن المبارك، يقولان: أبو حنيفة أفقه الناس، وقيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ فقال: رأيت رجلا، لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا، لقام بحجته، وقال الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، ا ه، وقال القاضي عياض في " ترتيب المدارك ": قال الليث لمالك: أراك تعرق؟، فقال مالك: عرقت