واما الفقيه فلا يليق به ذلك لأنه يقصد ان يستدل على حكم مسألة ولا يتم له هذا الا بمطابقة الحديث لمقصود والله أعلم واعلم أن أبا داود لم ينسب عروة في هذا الحديث كما نسبه بن ماجة وأصحاب الأطراف لم يذكروه في ترجمة عروة بن الزبير وإنما ذكروه في ترجمة عروة المزني معتمدين في ذلك على قول بن المديني ان حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم ولم ينسبوا عروة ولكن بن راهويه والبزار أخرجاه في ترجمة عروة بن الزبير عن عائشة وفي لفظ لابن أبي شيبة بهذا الاسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تصلي المستحاضة وإن قطر الدم الحصير انتهى ورواه الدارقطني في سننه وقال في بعض ألفاظه وضعف الحديث فقال زعم سفيان الثوري ان حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير ثم نقل عن أبي داود السجستاني انه ضعفه بأشياء منها ان حفص بن غياث رواه عن الأعمش فوقفه على عائشة وأنكر ان يكون مرفوعا ووقفه أيضا أسباط بن محمد عن الأعمش على عائشة وبان الأعمش أيضا رواه مرفوعا أوله وأنكر ان يكون فيه الوضوء عند كل صلاة وبان الزهري رواه عن عروة عن عائشة وقال فيه فكانت تغتسل لكل صلاة انتهى وقال صاحب التنقيح رواه الإسماعيلي ورجاله رجال الصحيح انتهى وقال الترمذي في كتاب الحج من جامعه في باب ما جاء في عمرة رجب سمعت مخمد بن إسماعيل يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير انتهى وقال النسائي في سننه في باب ترك الوضوء من القبلة قال يحيى القطان روى حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة حديثين كلاهما لا شئ أحدهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ والآخر حديث تصلى وان قطر الدم على الحصير انتهى وهذا الكلام بحروفه نقله الدارقطني بإسناده عن بن معين وقال البيهقي في كتاب المعرفة حديث حبيب بن أبي ثابت هذا ضعيف ضعفه يحيى بن سعيد القطان وعلي بن المديني ويحيى بن معين وقال سفيان الثوري حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا ورواه حفص بن غياث عن الأعمش فوقفه على عائشة وأنكر ان يكون مرفوعا ووقفه أيضا أسباط عن الأعمش ورواه أيوب أبو العلاء عن الحجاج بن أرطاة عن أم كلثوم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أيضا ضعيف لا يصح ورواه عمار بن مطر عن أبي يوسف عن إسماعيل بن
(٢٨٦)