ستة: إلى علي. و عبد الله. وعمر. وزيد بن ثابت. وأبى الدرداء. وأبي بن كعب، ثم وجدت علم هؤلاء الستة انتهى إلى: على. وعبد الله "، وقال ابن جرير: " لم يكن أحد له أصحاب معروفون، حرروا فتياه ومذاهبه في الفقه، غير ابن مسعود، وكان يترك مذهبه، وقوله، لقول عمر. وكان لا يكاد يخالفه في شئ من مذاهبه، ويرجع من قوله، إلى قوله "، وكان بين فقهاء الصحابة من وصى أصحابه بالالتحاق إلى ابن مسعود، إقرارا منهم بواسع علمه، كما فعل معاذ بن جبل، حيث أوصى صاحبه عمرو ابن ميمون الأودي باللحاق بابن مسعود، بالكوفة.
ولا مطمع هنا في استقصاء ذكر أسماء أصحاب على. وابن مسعود بالكوفة، ولكن لا باس في ذكر بعضهم هنا، فنقول:
1 - منهم - عبيدة بن قيس السلماني، المتوفى سنة 72 ه، كان شريح إذا اشتبه عليه الأمر في قضية يرسل إلى السلماني هذا يستشيره، كما في " المحدث الفاصل " - للرامهرمزي، وشريح ذلك، المعروف بكمال اليقظة في الفقه، وأحكام القضاء.
2 - ومنهم - عمرو بن ميمون الأودي، المتوفى سنة 74 ه، من قدماء أصحاب معاذ بن جبل كما سبق، معمر مخضرم، أدرك الجاهلية، وحج مائة عمرة. وحجة.
3 - ومنهم - زر بن حبيش، المتوفى سنة 82 ه، معمر مخضرم، وكان يؤم الناس في التراويح، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وهو راوية قراءة ابن مسعود، ومنه أخذها عاصم، وقد رواها عنه أبو بكر بن عياش، وفيها الفاتحة. والمعوذتان. وأما ما يروى عن ابن مسعود من الشواذ، فليس بقراءته، وإنما هي ألفاظ رويت عنه في صدد التفسير، فدونها من دونها في عداد القراءة، كما يظهر من " فضائل القرآن " - لأبي عبيد، وكان زر من أعرب الناس، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.
4 - ومنهم - أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمى، المتوفى سنة 74 ه، عرض القرآن على علي كرم الله وجهه، وهو عمدته في القراء، وقد فرغ نفسه لتعليم القرآن لأهل الكوفة بمسجدها، أربعين سنة، كما أخرجه أبو نعيم بسنده، ومنه تلقى السبطان الشهيدان، القراءة بأمر أبيهما، وعاصم تلقى قراءة على عنه، وهي القراءة التي يرويها حفص عن عاصم، وقراءة عاصم بالطريقين في أقصى درجات التواتر في جميع الطبقات، وعرض السلمى أيضا على عثمان. وزيد بن ثابت.
5 - ومنهم - سويد بن غفلة المذحجي، ولد عام الفيل، فصحب أبا بكر، ومن بعده، إلى أن توفى بالكوفة، سنة 82 ه.
6 - ومنهم - علقمة بن قيس النخعي، المتوفى سنة 62 ه، وعنه يقول ابن مسعود: " لا أعلم شيئا إلا وعلقمة يعلمه "، وفى " الفاصل ": حدثنا الحسن بن سهل