فقد روى أن بن مسعود شهد ليلة الجن وروى أنه لم يشهد واما جهالة التاريخ ففيه نظر لان أهل السير ذكروا ان قدوم وفد نصيبين كان قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين قال السروجي وقوله ليلة الجن يوهم انها كانت بالمدينة ولم ينقل في كتب الحديث وهذا فيه نظر تقرر عند مسلم في حديث بن مسعود فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء واما كونه مشهورا فليس يريد المشهور الاصطلاحي واما عمل الصحابة ففي سنن الدارقطني عن عبد الله بن محرر عن عكرمة عن بن عباس قال النبيذ وضوء من لم يجد الماء واخرج أيضا عن الحارث عن علي انه كان لا يرى بأسا بالوضوء بالنبيذ واخرج أيضا عن مزيدة بن جابر عن علي قال لا باس بالوضوء بالنبيذ واما حديث بن عباس فرواه بن ماجة في سننه من طريق بن لهيعة ثنا قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن عبد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود ليلة الجن معك ماء قال لا الا نبيذ في سطيحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة طيبة وماء طهور صب على فصببت عليه فتوضأ به انتهى وظاهر هذا اللفظ يقتضي انه مسند بن عباس لكن الطبراني في معجمه جعله من مسند بن مسعود وكذلك البزار في مسنده ولفظهما بالاسناد المذكور عن بن عباس عن بن مسعود انه وضأ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بنبيذ فتوضأ وقال ماء طهور انتهى قال البزار هذا حديث لا يثبت لان بن لهيعة كانت كتبه قد احترقت وبقي يقرأ من كتب غيره فصار في أحاديثه مناكير وهذا منها انتهى ورواه الدارقطني في سننه وقال تفرد به بن لهيعة وهو ضعيف وينظر لفظه ومن أحاديث الباب ما رواه الدارقطني في سننه من حديث مجاعة عن أبان عن عكرمة عبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يجد أحدكم ماءا ووجد النبيذ فليتوضأ به انتهى قال الدارقطني أبان هو أبان بن أبي عياش متروك ومجاعة ضعيف والمحفوظ انه من قول عكرمة غير مرفوع طريق آخر أخرجه الدارقطني ثم البيهقي عن المسيب بن واضح ثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن يحيى ب أبي كثير عن عكرمة عن بن عباس مرفوعا نحوه سواء قال الدارقطني وهم فيه المسيب بن واضح والمحفوظ من قول عكرمة غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى بن عباس ثم ساقه بسنده إلى عكرمة من قوله وقال
(٢١٨)