من القسم الثاني من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم الجهني قال قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بأرض جهينة ان لا تنتفعوا من الميت بإهاب ولا عصب انتهى ثم رواه عن بن أبي ليلى أيضا عن عبد الله بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليهم ان لا تستمتعوا من الميتة بشئ انتهى قال وهذا ربما أوهم عالما ان الخبر ليس بمتصل وليس كذلك فان الصحابي قد يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثم يسمعه من صحابي آخر فمرة يخبر به عن النبي صلى الله عليه وسلم ومرة يرويه عن الصحابي الا يرى أن بن عمر شهد سؤال جبرائيل عن الايمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعه من عمر بن الخطاب فمرة أخبر بما شاهد ومرة روى عن أبيه ما سمع وعلى ذلك يحمل حديث بن عكيم من غير أن يكون في الخبر انقطاع قال والمراد بقوله لا تنتفعوا من الميتة بإهاب أي قبل الدباغ انتهى كلامه ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في سننه وعند أحمد قبل موته بشهر أو شهرين قال البيهقي وجاء في لفظ آخر قبل موته بأربعين يوما وجاء عن بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة ثم أسند إلى بن معين أنه قال في حديث ثقات الناس عن بن عكيم أنه قال حدثنا أصحابنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليهم يريد تعليل الحديث بذلك قال البيهقي وهو محمول عندنا على ما قبل الدبغ بدليل ما هو أصح منه فذكر حديث شاة ميمونة انتهى ورواه الطبراني في معجمه الوسط ولفظه قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في ارض جهينة انى كنت رخصت لكم في جلود الميتة فلا تنتفعوا من الميتة بجلد ولا عصب وفي سنده فضالة بن مفضل بن فضالة المصري قال أبو حاتم لم يكن باهل ان نكتب عنه العلم انتهى قال الشيخ تقي الدين في الامام والذي يعلل به حديث عبد الله بن عكيم الاختلاف فروى بن عيينة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعن الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن عكيم وروى أبو داود من جهة خالد الحذاء عن الحكم بن عتيبة عن
(١٨٧)