والزهري مرسلا وقد اختلف على كل واحد منهم موصولا ومرسلا ومدار الكل يرجع إلى أبي العالية والحديث له وبه يعرف ومن أجله تكلم الناس فيه ولكن سائر أحاديثه مستقيمة صالحة انتهى وقال الحاكم في كتاب مناقب الشافعي قال الشافعي أخبار أبي العالية الرياحي رياح قال وهو إنما أراد بذلك حديث القهقهة فقط فإنه يرويه مرة عن محمد بن سيرين ومرة عن حفصة بنت سيرين ومرة يرسله فيقول عن رجل وأبو العالية واسمه رفيع من ثقات التابعين المجمع على عدالتهم انتهى وقال البيهقي في كتاب المعرفة وقول الشافعي أخبار الرياحي رياح يريد به ما يرسله فاما ما يوصله فهو فيه حجة انتهى وقال بن عدي في الكامل في ترجمة الحسن بن زياد بعد أن نقل عن بن معين أنه قال فيه كذوب ليس بشئ ونقل عن آخرين انهم رموه بحب الشباب وله حكايات تدل على ذلك ثم أسند إلى الشافعي انه ناظر الحسن بن زياد يوما فقال له ما تقول في رجل قذف محصنا في الصلاة قال تبطل صلاته قال وضوؤه على حاله قال فلو ضحك في الصلاة قال تبطل صلاته ووضوءه فقال الشافعي فيكون الضحك في الصلاة أسوأ حالا من قذف المحصن فأفحمه انتهى واستدل على أن حديث القهقهة من الخصائص بحديث أخرجه الدارقطني عن المسيب بن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ليس على من ضحك في الصلاة وضوء إنما كان لهم ذلك حين ضحكوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وهذا لا يصح قال بن معين المسيب ليس بشئ وقال أحمد ترك الناس حديثه وكذلك قال الفلاس ومما استدل به على أن الضحك غير ناقض للوضوء حديث أخرجه الدارقطني عن أبي شيبة عن يزيد أبي خالد عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضحك ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء انتهى وأبو شيبة اسمه إبراهيم بن عثمان قال أحمد منكر الحديث ويزيد أيضا قال فيه بن حبان لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد قال البيهقي روى هذا أبو شيبة فرفعه وهو ضعيف والصحيح موقوف انتهى ومع ضعف هذا الاسناد اضطرب في متنه فروى بهذا الاسناد الكلام ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء أخرجه الدارقطني أيضا ومما استدل به على أن التبسم غير مبطل للصلاة حديث أخرجه الطبراني في
(١١٣)