وكنت نسيا منسيا اي لم أخلق ولم أكن شيئا (قوله وقال غيره النسي الحقير) هو قول السدي وقيل هو ما سقط في منازل المرتحلين من رذالة أمتعتهم وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله وكنت نسيا اي شيئا لا يذكر (قوله وقال أبو وائل علمت مريم ان التقي ذو نهية حين قالت إن كنت تقيا) وصله عبد بن حميد من طريق عاصم قال قرأ أبو وائل اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال لقد علمت مريم ان التقي ذو نهية وقوله نهية بضم النون وسكون الهاء أي ذو عقل وانتهاء عن فعل القبيح وأغرب من قال إنه اسم رجل يقال له تقي كان مشهورا بالفساد فاستعاذت منه (قوله وقال وكيع عن إسرائيل الخ) ذكر خلف في الأطراف ان البخاري وصله عن يحيى عن وكيع وان ذلك وقع في التفسير ولم نقف عليه في شئ من النسخ فلعله في رواية حماد ابن شاكر عن البخاري (قوله سريا نهر صغير بالسريانية) كذا ذكره موقوفا من حديث البراء معلقا وأورده الحاكم في المستدرك وابن أبي حاتم من طريق الثوري والطبري من طريق شعبة كلاهما عن أبي إسحاق مثله وأخرجه ابن مردويه من طريق آدم عن إسرائيل به لكن لم يقل بالسريانية وانما قال البراء السري الجدول وهو النهر الصغير وقد ذكر أبو عبيدة ان السري النهر الصغير بالعربية أيضا وأنشد للبيد بن ربيعة فرمى بها عرض السري فغادرا * مسجورة متجاوز أقلامها والعرض بالضم الناحية وروى الطبري من طريق حصين عن عمرو بن ميمون قال السري الجدول ومن طريق الحسن البصري قال السري هو عيسى وهذا شاذ وقد روى ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر مرفوعا السري في هذه الآية نهر أخرجه الله لمريم لتشرب منه ثم ذكر المصنف في الباب عشرة أحاديث * أولها حديث أبي هريرة في قصة جريج الراهب وغيره والغرض منه ذكر الذين تكلموا في المهد وأورده في ترجمة عيسى لأنه أولهم (قوله لم يتكلم في المهد الا ثلاثة) قال القرطبي في هذا الحصر نظر الا ان يحمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم الزيادة على ذلك وفيه بعد ويحتمل أن يكون كلام الثلاثة المذكورين مقيدا بالمهد وكلام غيرهم من الأطفال بغير مهد لكنه يعكر عليه ان في رواية ابن قتيبة ان الصبي الذي طرحته أمه في الأخدود كان ابن سبعة أشهر وصرح بالمهد في حديث أبي هريرة وفيه تعقب على النووي في قوله إن صاحب الأخدود لم يكن في المهد والسبب في قوله هذا ما وقع في حديث ابن عباس عند أحمد والبزار وابن حبان والحاكم لم يتكلم في المهد الا أربعة فلم يذكر الثالث الذي هنا وذكر شاهد يوسف والصبي الرضيع الذي قال لأمه وهي ماشطة بنت فرعون لما أراد فرعون القاء أمه في النار اصبري يا أمة فانا على الحق وأخرج الحاكم نحوه من حديث أبي هريرة فيجتمع من هذا خمسة ووقع ذكر شاهد يوسف أيضا في حديث عمران بن حصين لكنه موقوف وروى ابن أبي شيبة من مرسل هلال بن يساف مثل حديث ابن عباس الا أنه لم يذكر ابن الماشطة وفي صحيح مسلم من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود أن امرأة جئ بها لتلقى في النار أو لتكفر ومعها صبي يرضع فتقاعست فقال لها يا أمه اصبري فإنك على الحق وزعم الضحاك في تفسيره أن يحيى تكلم في المهد أخرجه الثعلبي فان ثبت صاروا سبعة وذكر البغوي في تفسيره ان إبراهيم الخليل تكلم في المهد وفي سير الواقدي ان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم أوائل ما ولد وقد تكلم في زمن النبي صلى الله
(٣٤٤)