ونحوهم قال الطبري الأشبه بتفسير الآية قول قتادة لان علاج مثل ذلك لا يدعيه أحد والآية سيقت لبيان معجزة عيسى عليه السلام فالأشبه ان يحمل المراد عليها ويكون أبلغ في اثبات المعجزة والله أعلم ثم ذكر المصنف حديثين * أحدهما حديث أبي موسى الأشعري في فضل مريم وآسية وقد تقدم شرحه في آخر قصة موسى عليه السلام * ثانيهما حديث أبي هريرة في فضل نساء قريش (قوله وقال ابن وهب الخ) وصله مسلم عن حرملة عن ابن وهب وكذلك أخرجه الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن حرملة وسيأتي للمصنف موصولا من وجه آخر عن ابن وهب في النكاح قال القرطبي هذا تفضيل لنساء قريش على نساء العرب خاصة لانهم أصحاب الإبل غالبا وسيأتي بقية شرحه في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى (قوله أحناه) أشفقه حنى يحنو ويحنى من الثلاثي وأحنى يحنى من الرباعي أشفق عليه وعطف والحانية التي تقوم بولدها بعد موت الأب قال وحنت المرأة على ولدها إذا لم تتزوج بعد موت الأب قال ابن التين فان تزوجت فليست بحانية قال الحسن الحانية التي لها ولد ولا تتزوج وفي بعض الكتب احنى بتشديد النون والتنوين حكاه ابن التين وقال لعله مأخوذ من الحنان بفتح وتخفيف وهو الرحمة وحنت المرأة إلى ولدها والى زوجها سواء كان بصوت أم لا ومن الذي بالصوت حنين الجذع وأصله ترجيع صوت الناقة على اثر ولدها وكان القياس أحناهن لكن جرى لسان العرب بالافراد وقوله ولم تركب مريم بعيرا قط إشارة إلى أن مريم لم تدخل في هذا التفضيل بل هو خاص بمن يركب الإبل والفضل الوارد في خديجة وفاطمة وعائشة هو بالنسبة إلى جميع النساء الا من قيل إنها نبيه فان ثبت في حق امرأة انها نبية فهي خارجة بالشرع لان درجة النبوة لا شئ بعدها وان لم يثبت فيحتاج من يخرجهن إلى دليل خاص لكل منهن فأشار أبو هريرة إلى أن مريم لم تدخل في هذا العموم لأنه قيد أصل الفضل بمن يركب الإبل ومريم لم تركب بعيرا قط وقد اعترض بعضهم فقال كأن أبا هريرة ظن أن البعير لا يكون الا من الإبل وليس كما ظن بل يطلق البعير على الحمار قال ابن خالويه لم تكن اخوة يوسف ركبانا إلى علي أحمرة ولم يكن عندهم ابل وانما كانت تحملهم في أسفارهم وغيرها الاحمرة وكذا قال مجاهد هنا البعير الحمار وهي لغة حكاها الكواشي (3) واستدل بقوله اصطفاك على نساء العالمين على انها كانت نبيه ويؤيده ذكرها في سورة مريم بمثل ما ذكر به الأنبياء ولا يمنع وصفها بأنها صديقة فان يوسف وصف بذلك مع كونه نبيا وقد نقل عن الأشعري ان في النساء نبيات وجزم ابن حزم بست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم ولم يذكر القرطبي سارة ولا هاجر ونقله السهيلي في آخر الروض عن أكثر الفقهاء وقال القرطبي الصحيح ان مريم نبيه وقال عياض الجمهور على خلافه وذكر النووي في الاذكار عن امام الحرمين انه نقل الاجماع على أن مريم ليست نبيه ونسبه في شرح المهذب لجماعة وجاء عن الحسن البصري ليس في النساء نبيه ولا في الجن وقال السبكي اختلف في هذه المسئلة ولم يصح عندي في ذلك شئ (قوله يقول أبو هريرة على اثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط) في رواية لأحمد وأبي يعلى وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مريم لم تركب بعيرا قط أراد أبو هريرة بذلك أن مريم لم تدخل في النساء المذكورات بالخيرية لأنه قيدهن بركوب الإبل ومريم لم تكن ممن يركب الإبل وكأنه كان يرى أنها أفضل النساء مطلقا (قوله تابعه ابن أخي الزهري واسحق الكلبي عن الزهري) أما متابعة ابن أخي
(٣٤١)