ولم يسمها وحكى السهيلي ان اسمها جدي بنت سعد وعند عمر بن شبة أن اسمها حبى بنت أسعد بن عملق وعند الفاكهي عن ابن إسحاق أنه خطبها إلى أبيها فزوجها منه (قوله وماتت) هاجر أي في خلال ذلك (قوله فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل) في رواية عطاء بن السائب فقدم إبراهيم وقد ماتت هاجر (قوله يطالع تركته) بكسر الراء أي يتفقد حال ما تركه هناك وضبطها بعضهم بالسكون وقال التركة بالكسر بيض النعام ويقال لها التريكة قيل لها ذلك لأنها حين تبيض تترك بيضها وتذهب ثم تعود تطلبه فتحضن ما وجدت سواء كان هو أم غيره وفيها ضرب الشاعر المثل بقوله كتاركة بيضها بالعراء * وحاضنة بيض أخرى صباحا قال ابن التين هذا يشعر بان الذبيح اسحق لان المأمور بذبحه كان عندما بلغ السعي وقد قال في هذا الحديث ان إبراهيم ترك إسماعيل رضيعا وعاد إليه وهو متزوج فلو كان هو المأمور بذبحه لذكر في الحديث أنه عاد إليه في خلال ذلك بين زمان الرضاع والتزويج وتعقب بأنه ليس في الحديث نفي هذا المجئ فيحتمل أن يكون جاء وأمر بالذبح ولم يذكر في الحديث (قلت) وقد جاء ذكر مجيئه بين الزمانين في خبر آخر ففي حديث أبي جهم كان إبراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام وروى الفاكهي من حديث علي باسناد حسن نحوه وان إبراهيم كان يزور إسماعيل وأمه على البراق فعلى هذا فقوله فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل أي بعد مجيئه قبل ذلك مرارا والله أعلم (قوله فقالت خرج يبتغي لنا) أي يطلب لنا الرزق وفي رواية ابن جريج وكان عيش إسماعيل الصيد يخرج فيتصيد وفي حديث أبي جهم وكان إسماعيل يرعى ماشيته ويخرج متنكبا قوسه فيرمى الصيد وفي حديث ابن إسحاق وكانت مسارحه التي يرعى فيها السدرة إلى السر من نواحي مكة (قوله ثم سألها عن عيشهم) زاد في رواية عطاء بن السائب وقال هل عندك ضيافة (قوله فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه) في حديث أبي جهم فقال لها هل من منزل قالت لا ها الله اذن قال فكيف عيشكم قال فذكرت جهدا فقالت أما الطعام فلا طعام وأما الشاء فلا تحلب الا المصر أي الشخب وأما الماء فعلى ما ترى من الغلظ انتهى والشخب بفتح المعجمة وسكون الخاء المعجمة ثم موحدة السيلان (قوله جاءنا شيخ كذا وكذا) في رواية عطاء بن السائب كالمستخفة بشأنه (قوله عتبة بابك) بفتح المهملة والمثناة والموحدة كناية عن المرأة وسماها بذلك لما فيها من الصفات الموافقة لها وهو حفظ الباب وصون ما هو داخله وكونها محل الوطء ويستفاد منه أن تغيير عتبة الباب يصح أن يكون من كنايات الطلاق كان يقول مثلا غيرت عتبة بابي أو عتبة بابي مغيرة وينوي بذلك الطلاق فيقع أخبرت بذلك عن شيخنا الامام البلقيني وتمامه التفريع على شرع من قبلنا إذا حكاه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره (قوله وتزوج منهم امرأة أخرى) ذكر الواقدي وتبعه المسعودي ثم السهيلي أن اسمها سامة بنت مهلهل بن سعد وقيل اسمها عاتكة ورأيت في نسخة قديمة من كتاب مكة لعمر بن شبة أنها بشامة بنت مهلهل بن سعد بن عوف وهي مضبوطة بشامة بموحدة ثم معجمة خفيفة قال وقيل اسمها جدة بنت الحرث بن مضاض وحكى ابن سعد عن ابن إسحاق أن اسمها رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمية وعن ابن الكلبي أنها رعلة بنت يشجب بن يعرب بن لودان بن جرهم وذكر الدارقطني في المختلف أن اسمها السيدة بنت مضاض وحكاه السهيلي أيضا وفي حديث أبي جهم ونظر إسماعيل
(٢٨٧)