ويذكر معه فهو بالنسبة إليه شفع كالسماء والأرض والانس والجن إلى آخره وروى الطبري عن مجاهد أيضا قال في قوله تعالى ومن كل شئ خلقنا زوجين الكفر والايمان والشقاء والسعادة والهدى والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والجن والانس والوتر الله وروى من طريق أبي صالح نحوه وأخرج عن ابن عباس من طريق صحيحة أنه قال الوتر يوم عرفة والشفع يوم الذبح وفي رواية أيام الذبح وهذا يناسب ما فسروا به قوله قبل ذلك وليال عشر أن المراد بها عشر ذي الحجة (قوله في أحسن تقويم في أحسن خلق أسفل سافلين الا من آمن) هو تفسير مجاهد أخرجه الفريابي أيضا (قوله خسر ضلال ثم استثنى فقال الا من آمن) هو تفسير مجاهد أخرجه الفريابي أيضا قال في قوله إن الانسان لفي خسر يعني في ضلال ثم استثنى فقال الا من آمن وكأنه ذكره بالمعنى والا فالتلاوة الا الذين آمنوا (قوله لازب لازم) يريد تفسير قوله تعالى فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا انا خلقناهم من طين لازب وقد روى الطبري عن مجاهد في قوله من طين لازب قال لازق ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال من التراب والماء يصير طينا يلزق وأما تفسيره باللازم فكأنه بالمعنى وهو تفسير أبي عبيدة قال معنى اللازب اللازم قال النابغة * ولا يحسبون الشر ضربة لازب * أي لازم (قوله ننشئكم في أي خلق نشاء) كأنه يريد تفسير قوله تعالى وننشئكم فيما لا تعلمون وقول في أي خلق نشاء هو تفسير قوله فيما لا تعلمون (قوله نسبح بحمدك نعظمك) هو تفسير مجاهد نقله الطبري وغيره عنه (قوله 3 وقال أبو العالية فتلقى آدم هو قوله تعالى ربنا ظلمنا أنفسنا) وصله الطبري باسناد حسن واستشكل بان ظاهر الآيات ان هذا التلقي كان قبل الهبوط لان بعده قلنا اهبطوا منها جميعا ويمكن الجواب بأن قوله قلنا اهبطوا كان سابقا للتلقي وليس في الآيات صيغة ترتيب (قوله وقال فأزلهما استزلهما يتسنه يتغير آسن المسنون المتغير حما جمع حمأة وهو الطين المتغير) كذا وقع عند أبي ذر وهو يوهم أنه من كلام أبي العالية وليس كذلك بل هي من تفسير أبي عبيدة وكأنه كان في الأصل وقال غيره ووقع في رواية الأصيلي وغيره بحذف قال فكان الامر فيه أشكل وقوله فأزلهما أي دعاهما إلى الزلة وايراد قوله يتسنه يتغير في أثناء قصة آدم ذكر بطريق التبعية للمسنون لأنه قد يقال إنه مشتق منه قال الكرماني هنا بعد ان قال إن تفسير يتسنة وآسن لعله ذكره بالتبعية لقوله مسنون وفي هذا تكثير لحجم الكتاب لا لتكثير الفوائد والله أعلم بمقصوده (قلت) وليس من شأن الشارح أن يعترض على الأصل بمثل هذا ولا ارتياب أن في ايراد شرح غريب الألفاظ الواردة في القرآن فوائد وادعاؤه نفى تكثير الفائدة مردود وهذا الكتاب وإن كان أصل موضوعه ايراد الأحاديث الصحيحة فان أكثر العلماء فهموا من ايراده أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار أن مقصوده أن يكون كتابه جامعا للرواية والدراية ومن جملة الدراية شرح غريب الحديث وجرت عادته أن الحديث إذا وردت فيه لفظة غريبة وقعت أو أصلها أو نظيره في القرآن أن يشرح اللفظة القرآنية فيفيد تفسير القرآن وتفسير الحديث معا ولما لم يجد في بدء الخلق وقصص الأنبياء ونحو ذلك أحاديث توافق شرطه سد مكانها ببيان تفسير الغريب الواقع في القرآن فكيف يسوغ نفي الفائدة عنه (قوله يخصفان أخذ الخصاف من ورق الجنة يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض) هو تفسير أبي عبيدة وروى الطبري عن مجاهد في قوله يخصفان قال يرفعان كهيئة الثوب وتقول العرب خصفت النعل أي خرزتها قوله سوآتهما كناية عن فرجيهما) هو تفسير أبي عبيدة أيضا (قوله ومتاع إلى حين الحين عند العرب من ساعة
(٢٥٩)