(35) ابن عباس مع معاوية في الأمالي للسيد: ولما أتى معاوية نعي الحسن بن علي عليهم السلام بعث إلى ابن عباس رضي الله عنه وهو لا يعلم الخبر، فقال له: هل عندك خبر من المدينة؟ قال: لا، قال أتانا نعي الحسن وأظهر سرورا!
فقال ابن عباس: إذا لا ينسأ في أجلك ولا تسد حفرتك. قال: أحسبه قد ترك صبيته صغارا، قال: كلنا كان صغيرا وكبر. قال: وأحسبه قد كان بلغ سنا، قال: مثل مولده لا يجهل. قال معاوية: وقال قائل: إنك أصبحت سيد قومك، قال: وأما أبو عبد الله الحسين بن علي حي فلا (1).
(36) عبد الله مع معاوية إن معاوية مر بحلقة من قريش، فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس، فقال له: يا ابن عباس، ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة أني قاتلتكم بصفين! فلا تجد من ذلك يا ابن عباس فإن عثمان قتل مظلوما! قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما؟ قال: عمر قتله كافر. قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟ قال قتله المسلمون. قال: فذاك أدحض لحجتك.
قال: فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته عليهم السلام فكف لسانك. فقال: يا معاوية! أتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال:
لا، قال: أفتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم. قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله