إيمانا ونفاقا بل جعلوه ميزانا دقيقا في معرفة الأطفال في طيب ولادتهم وشاع ذلك وذاع بينهم ونقل ذلك عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وأبي ذر الغفاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبي الدرداء، وعبد الله بن عمر وعمر بن الخطاب، فجعلوه إطارا دقيقا في معرفة المؤمن والمنافق، ومعرفة من طابت ولادته أو خبثت حتى قالوا: " إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب " أو " والله ما كنا نعرف منافقينا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ببغضهم عليا " وقالوا " كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب " أو " فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشده " حتى قال جابر: " أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب " وكان يدور في سكك الأنصار في مجالسهم ويقول: " يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي (عليه السلام) فمن أبى فانظروا في شأن أمه " وقال أبو أيوب الأنصاري: " اعرضوا حب علي على أولادكم فمن أحبه فهو منكم، ومن لم يحبه فاسألوا من أين جاءت به " (1).
(٥٦٧)