ولم يكن يدفن في المسجد وهم يريدون ستره فأينا أصوب قال: أنت أصوب منهم، أخذت بقول جعفر بن محمد عليهما السلام قال ثم قال لي: يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهبك مذهبك فقلت له جعلت فداك أما ذلك شئ من الله، قال أجل إن الله يوفق من يشاء، ويؤمن عليه فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه (1).
8 - عنه قال حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي قال حدثني أبي علي بن صدقة الرقي قال: حدثني علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه جعفر عليه السلام قال زار زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ووقف على القبر فبكى ثم قال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره وألزم أعدائك الحجة في قتلهم إياك مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه.
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ الآئك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.
ثم وضع خده على القبر و قال: " اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة وسبل الراغبين إليك شارعة، وأعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والإعانة لمن استعان