19 - عنه قال: وشكى هشام بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام سقمه، وأنه لا يولد له ولد، فأمره أن يرفع صوته بالاذان في منزله، قال: ففعلت ذلك، فاذهب الله عني سقمي، وكثر ولدي.
قال محمد بن راشد: وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة من خدمي وعيالي، حتى أني كنت أبقي ومالي أحد يخدمني، فلما سمعت ذلك من هشام عملت به، قال: فاذهب الله عني وعن عيالي العلل. والحمد لله (1).
20 - عنه قال: وذكر الفضل بن شاذان رحمه الله من العلل عن الرضا عليه السلام أنه قال: إنما أمر الناس بالاذان لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للناس، وتنبيها للغافلين وتعريفا لمن جهل الوقت، واشتغل عنه ويكون المؤذن بذلك داعيا لعبادة الخالق ومرغبا فيها، ومقرا له بالتوحيد، مجاهرا بالايمان، معلنا بالاسلام مؤذنا لمن ينساها.
وإنما يقال له: مؤذن لأنه يؤذن بالاذان بالصلاة، وإنما بدأ فيه بالتكبير، وختم بالتهليل لان الله عز وجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه، واسم الله في التكبير في أول الحرف وفي التهليل في آخره، وإنما جعل مثنى مثنى، ليكون تكرارا في آذان المستمعين، مؤكدا عليهم إن سهى أحد عن الأول لم يسهه عن الثاني، ولان الصلاة ركعتان، فبذلك جعل الاذان مثنى مثنى.
وجعل التكبير في أول الاذان أربعا لان أول الاذان إنما يبدأ غفلة وليس قبله كلام ينبه المستمع له، فجعل الأولتان تنبيها للمستمعين لما بعده من الاذان وجعل بعد التكبير الشهادتان، لان أول الايمان هو التوحيد، والاقرار لله تبارك وتعالى بالوحدانية والاقرار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة وأن إطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ولان أصل الايمان إنما هو الشهادتان.
فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في ساير الحقوق شاهدان فإذا أقر العبد لله