مجبورون (1) وأنه راض بالكفر والمعاصي وأن أفعاله لا لغرض، وأن القبائح بخلقه وأنه كلف عباده فوق ما يطيقون، وأن الأنبياء يجوز عليهم الكفر والمعاصي والخطأ والنسيان (2) ورووا في نبيهم روايات تقتضي الدناءة والخسة ورووا أنه نسي فصلى الظهر ركعتين ولم يذكر حتى ذكره بعض أصحابه (3)، وأنه دخل المحراب للصلاة بالناس جنبا، وأنه يستمع إلى اللعب بالدفوف وغناء البغات (4)، وأنه بال قائما (5)...، وغير ذلك من الأشياء القبيحة التي لا تليق بأدنى الناس.
وقالوا: إن الخلفاء الذين تجب طاعتهم جائزو الخطأ والمعاصي والكبائر، وأنهم غير عالمين بما تحتاج إليه الأمة، بل لهم الرجوع إلى الأمة والاحتياج في الفتاوى والأحكام إليهم، وأنهم لا يحتاج إلى أن يكونوا أفضل الخلق، ولا أشرفهم نسبا، ولا أعلاهم محلا في الإسلام.
وأما الفروع فإن الإمامية لم يأخذوا بالقياس، ولا بالرأي، ولا بالاستحسان، ولا اضطربوا في الفتاوى، ولا اختلفوا في المسائل، ولا كفر بعضهم بعضا، ولا حرم بعضهم الاقتداء بالآخر، لأنهم أخذوا فتاواهم وأحكامهم عن أئمتهم الذين هم ذرية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين يعتقدون عصمتهم، وأنهم أخذوا علومهم واحدا عن واحد، وكابرا عن كابر، وآخر عن أول إلى جدهم، فكانت فروعهم أوثق الفروع،