التدبير، وقد صرح بذلك الرجل في خطبة المشهورة عنه التي لا يختلف اثنان فيها، وأصحابه خاصة يصولون بها، ويجعلونها من مفاخره، حيث يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - خرج من الدنيا وليس أحد يطالبه بضربة سوط فما فوقها وكان - صلى الله عليه وآله - معصوما من الخطأ، يأتيه الملائكة بالوحي، فلا تكلفوني ما كنتم تكلفونه فإن لي شيطانا يعتريني عند غضبي، فإذا رأيتموني مغضبا فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم (1) فقد أعذر هذا الرجل إلى القوم فيما يأتيه عند غضبه من قول وفعل، ودلهم على الحال فيه، فلذلك أمن من نكير المهاجرين والأنصار عليه مقاله عند غضبه مع إحاطة العلم منهم بما لحقه في الحال من خلاف المخالفين عليه حتى بعثه على ذلك المقال، فلم يأت بشئ (2).
(٢٩٣)