ولم يقتصر هذا الأمر على مناظرات نبينا - صلى الله عليه وآله - مع مشركي مكة ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وإنما كان ذلك الأسلوب من المناظرة والجدل متبعا من قبل الأنبياء - عليهم السلام - مع مشركي أقوامهم كما في قصة إبراهيم - عليه السلام - مع نمرود كما في قوله تعالى:
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) (1).
ومثله أيضا " ما جاء في محاجة قومه له - عليه السلام - وجوابه لهم كما في قوله تعالى: (وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله) - إلى قوله - (فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون) (2).
ومثله أيضا " ما جاء في محاجته - عليه السلام - لقومه حينما كسر أصنامهم وقد ألزمهم بالحجة والعقل والرجوع إلى وجدانهم وعقولهم، كما في قوله تعالى: (قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم، قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون، ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم، أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) (1).
ومنها مجادلة نوح - عليه السلام - لقومه الذين ركبوا رؤوسهم عنادا وازدادوا غيا وفسادا، حيث قالوا له وهو يجادلهم في الله تعالى: (يا نوح