وغير هؤلاء من المشايخ الذين مر ذكرهم في ترجمة الشهيد لنفسه.
وغرضنا من ذكر هؤلاء وما نقله ابن العودي، حكاية اطراء الشهيد رحمه الله على العاملة الذين استفاد منهم، ليظهر للقارئ سعة صدره وعدم تعصبه في إظهار فضل ذوي الفضل ليتبين بوضوح أن قتله لم يكن إلا نتيجة للحقد والحسد مما أوغر صدور مناوئيه من المستأكلين بالعلم في ذلك الزمان كما سيجئ ذكره.
أهم تلامذته 1 - الشيخ حسين بن عبد الصمد، والد الشيخ البهائي قدس الله سرهما. قال ابن العودي: " أول من قرأ عليه في أوائل أمره وتصديه للتدريس، الشيخ الفاضل العالم الكامل عز الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني صحبه مدة مديدة وقرأ عليه كتبا عديدة، منها: قواعد الإمام العلامة من أولها إلى آخرها وباقي مفرداته مذكور في إجازة مطولة أجازه إياها مشتملة على محاسن جميلة وفوائد جليلة، وكان رفيقه إلى مصر في طلب العلم وإلى اصطنبول (إسطنبول) في المرة الأولى، وفارقه إلى العراق وأقام بها مدة ثم ارتحل إلى خراسان.. " (1).
وقد نقل في البحار إجازة الشهيد قدس سره له وسماه بالإجازة الكبيرة المعروفة. وقد مدحه الشهيد قدس سره في تلك الإجازة وأثنى عليه ثناء جميلا وذكر الكتب التي قرأها عليه. فراجع (2) وتوفي سنة (984).
2 - الشيخ علي بن زهرة الجبعي. ابن عم الشيخ حسين المذكور. قال فيه ابن العودي: " وكان غاية من الصلاح والتقوى والخير والعبادة. كان شيخنا