فقال له بعض أصحابه: جعلت فداك، فيمن الآية الأولى؟ قال: فيكم أنزلت، قال: فالثانية؟ قال: فينا.
وعنه صلوات الله عليه أنه قال في قول الله عز وجل (1): يا أيها الذين آمنوا، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، قال: هم الأئمة منا وطاعتهم مفروضة.
وروينا عنه عليه السلام أنه سئل عن قول رسول الله (صلع): من مات لا يعرف إمام دهره (2) حيا مات ميتة جاهلية، قيل له: من لم يعرف الامام من آل محمد أو غيرهم؟ قال: من جحد الامام مات ميتة جاهلية، كان من آل محمد أو من غيرهم.
وروينا عنه صلوات الله عليه أنه سئل عن قول الله عز وجل (3): إن في ذلك لآيات للمتوسمين، قال: هم الأئمة ينظرون بنور الله، فاتقوا فراستهم فيكم.
وروينا عن رسول الله (صلع) (4) أنه قال لعلي (ع م): يا علي، أنت والأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنة والنار، لا يدخلها إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه. فهذا هو التأويل البين الصحيح الذي لا يجوز غيره، لا كما تأولت العامة أن أصحاب الأعراف رجال قصرت بهم أعمالهم عن الجنة أن يدخلوها، ولم يستوجبوا دخول النار فهم بين الجنة والنار، وما جعل الله عز وجل في الآخرة غير دارين: دار الثواب، ودار العقاب (5)، الجنة والنار، وهما درجات، ينزل أهل الجنة في الجنة على درجات أعمالهم من الخير، وأهل النار في النار على درجات أعمالهم من الشر، فمن لم يستحق شيئا من عذاب الله فهو في رحمته، فكيف يكون أصحاب الأعراف بهذه الحال، كما قالت العامة موقوفين بين الجنة والنار مقصرا بهم عن دخول الجنة مخلفين عن رحمة الله عز وجل والله عز وجل يخبر في كتابه عن عظيم منزلتهم، وأنهم