بموضوعية " المقارنة " حينما يتطوع بإيراد الإشكالات المتوقعة حيال أدلته الشخصية، بالنحو الذي تقدم الحديث عنه.
4 أدلة المخالفين: بعد أن يعرض المؤلف دليله الشخصي والإشكالات الواردة عليه من قبل المؤلف نفسه، يتجه إلى عرض لأدلة المخالفة لو جهة نظره حيث يصدرها بعبارة: " احتج " فيما تومئ هذه العبارة إلى المستند الشرعي أو العقلي للأقوال التي عرضها المؤلف في المرحلة الأولى من منهجه المقارن، أي: الأقوال المخالفة لوجهة نظره - كما قلنا.
طبيعيا، يظل العرض لأدلة المخالفين مرتبطا بطبيعة المسألة المطروحة من حيث شمولها لكل من " العامة " و " الخاصة " فيما يفرد لكن منهما حقلا خاصا، ومن حيث تعدد الأقوال أو توحدها، حيث يحرص على عرضها جميعا ما أمكنه ذلك. فمثلا، عند عرضه لمسألة عدم رؤية الهلال، نقل جملة آراء: شهادة العدل الواحد شهادة العدلين، شهادتهما مع الصحو، شهادة عدد كبير مع العلة. إلخ، حيث حرص على عرض الأدلة لها بهذا النحو:
* احتج سلار.
* واحتج الشافعي.
* واحتج أبو حنيفة.
* واحتج الشيخ..).
إلا أن الملاحظ أن المؤلف لا يعرض أحيانا للاحتجاجات كلها، بل نجد يكتفي بعرض واحد منها، وهذا من نحو عرضه للأقوال المختلفة بالنسبة إلى عدم تعيين " الحمد " أو تعينها في الثلاثة والرابعة من الفرائض حيث نقل قولا بوجوبها في كل الركعات، وقولا في معظم الصلاة، وقولا في ركعة واحدة. ولكنه اكتفى ب " احتجاج " منها، هو: ما نقله الجمهور عن النبي " ص " بأنه كان يقرأ بالحمد في الركعتين الآخرتين، دون أن يعرض لأدلة القولين الآخرين. وهذا ما لا يلتئم مع حرصه الذي لحظناه بالنسبة إلى عرض الأدلة