ثم إن المرجع في اللهو إلى العرف والحاكم بتحققه هو الوجدان، حيث يجد الصوت المذكور مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص ولحضور ما يستلذه القوى الشهوية من كون المغني جارية أو أمردا ونحو ذلك، ومراتب الوجدان المذكور مختلفة في الوضوح والخفاء فقد يحس بعض الترجيع من مبادئ الغناء ولم يبلغه.
____________________
ولكن يرد على هذا التعريف: إنه غير مطرد ولا منعكس.
أما الأول: فلما قيل من أن أظهر أفراد الغناء الألحان التي يستعملها أهل الفسوق مع أنها لا توجب الطرب إلا أحيانا، مضافا إلى أن من الغناء عند العرف ما ليس فيه مد ولا ترجيع مع كونه مطربا بالفعل ومن ألحان أهل الفسوق بالمعنى الذي سيمر عليك، والظاهر أن إطلاق الغناء على قول جئناكم جئناكم حيونا... الخ في خبر عبد الأعلى الآتي من هذا القبيل لعدم مناسبته مع المد والترجيع.
وأما الثاني: فلأنه ربما يكون الصوت مرجعا مشجيا ومثيرا للحزن والبكاء ولا يصدق عليه الغناء، كما إذا كانت مادة ا لكلام حقا كمرثية أبي عبد الله عليه السلام.
والتحقيق: إن أحسن ما قيل في المقام - وإن كان هو أيضا لا يخلو عن النقض - هو ما أفاده المصنف قدس سره وهو: إن الغناء عبارة عن الصوت اللهوي وما يعد في الخارج من ألحان أهل الفسوق والمعاصي.
توضيحه: إن الصوت إذا كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص ولحضور ما يستلذه القوى الشهوية من كون المغني جارية أو نحو ذلك فهو في العرف صوت لهوي و قول زور، وهو الغناء.
ولما كان ظاهر هذا التعريف اعتبار فعلية التلهي ولازم ذلك خروج أكثر ما هو غناء عرفا عنه، عممه.
{1} بقوله: ثم إن اللهو يتحقق بأمرين أي أحد أمرين:
أما الأول: فلما قيل من أن أظهر أفراد الغناء الألحان التي يستعملها أهل الفسوق مع أنها لا توجب الطرب إلا أحيانا، مضافا إلى أن من الغناء عند العرف ما ليس فيه مد ولا ترجيع مع كونه مطربا بالفعل ومن ألحان أهل الفسوق بالمعنى الذي سيمر عليك، والظاهر أن إطلاق الغناء على قول جئناكم جئناكم حيونا... الخ في خبر عبد الأعلى الآتي من هذا القبيل لعدم مناسبته مع المد والترجيع.
وأما الثاني: فلأنه ربما يكون الصوت مرجعا مشجيا ومثيرا للحزن والبكاء ولا يصدق عليه الغناء، كما إذا كانت مادة ا لكلام حقا كمرثية أبي عبد الله عليه السلام.
والتحقيق: إن أحسن ما قيل في المقام - وإن كان هو أيضا لا يخلو عن النقض - هو ما أفاده المصنف قدس سره وهو: إن الغناء عبارة عن الصوت اللهوي وما يعد في الخارج من ألحان أهل الفسوق والمعاصي.
توضيحه: إن الصوت إذا كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص ولحضور ما يستلذه القوى الشهوية من كون المغني جارية أو نحو ذلك فهو في العرف صوت لهوي و قول زور، وهو الغناء.
ولما كان ظاهر هذا التعريف اعتبار فعلية التلهي ولازم ذلك خروج أكثر ما هو غناء عرفا عنه، عممه.
{1} بقوله: ثم إن اللهو يتحقق بأمرين أي أحد أمرين: