وكيف كان فالمحصل من الأدلة المتقدمة حرمة الصوت المرجع فيه على سبيل اللهو، فإن اللهو كما يكون بآلة من غير صوت كضرب الأوتار ونحوه وبالصوت في الآلة كالمزمار والقصب ونحوهما فقد يكون بالصوت المجرد فكل صوت يكون لهوا بكيفيته ومعدودا من ألحان أهل الفسوق والمعاصي فهو حرام، وإن فرض أنه ليس بغناء وكل ما لا يعد لهوا فليس بحرام، وأن فرض صدق الغناء عليه فرضا غير محقق لعدم الدليل على حرمة الغناء إلا من حيث كونه باطلا ولهوا ولغوا وزورا.
____________________
وفي مقابل هذه التعاريف ما اختار المحقق الإيرواني قدس سره وهو: إن المتيقن من الغناء المحرم هو الكلام الباطل في ذاته وبحسب المدلول والمشتمل على المد والترجيع والاطراب، والمراد من بطلان الكلام هو أن يكون معناه معنى لهويا، فالكلام الباطل غير المشتمل على الكيفية ذات القيود الثلاثة لا يكون حراما، كما أن المشتمل على الكيفية المزبورة لا يكون حراما إلا أن يكون باطلا في معناه.
وفيه: إن لازم هذا الوجه خروج بعض أفراد الغناء الذي لا يتوقف أحد في كونه غناء، وقد دلت ا لنصوص عليه، كقراءة القرآن بلحون أهل الفسوق والعصيان.
والمشهور بين الأصحاب على ما نسب إليهم أنه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، وقد اختلفت كلماتهم في تفسير الطرب، فعن جماعة: إنه خفة تعتري الانسان لشدة السرور، وعن آخرين: إنه خفة تعتري لشدة حزن أو سرور، وعن مفتاح الكرامة:
إن الاطراب المأخوذ في تعريف الغناء غير الطرب المفسر لخفة لشدة السرور أو الحزن وأن المراد به مد الصوت وتحسينه وخير هذه الأقوال أوسطها.
أما فساد الأول: فلما عن القاموس من التصريح بفساد وهم من خص الطرب بالسرور، وأما فساد الأخير: فلما تقدم من أن مجرد مد الصوت وتحسينه ليس غناء قطعا لا سيما وقد ورد أن الله ما بعث نبيا إلا حسن الصوت (1) وأنه كان علي بن الحسين عليهما السلام يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته (2) وأن الله تعالى يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا.
وفيه: إن لازم هذا الوجه خروج بعض أفراد الغناء الذي لا يتوقف أحد في كونه غناء، وقد دلت ا لنصوص عليه، كقراءة القرآن بلحون أهل الفسوق والعصيان.
والمشهور بين الأصحاب على ما نسب إليهم أنه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، وقد اختلفت كلماتهم في تفسير الطرب، فعن جماعة: إنه خفة تعتري الانسان لشدة السرور، وعن آخرين: إنه خفة تعتري لشدة حزن أو سرور، وعن مفتاح الكرامة:
إن الاطراب المأخوذ في تعريف الغناء غير الطرب المفسر لخفة لشدة السرور أو الحزن وأن المراد به مد الصوت وتحسينه وخير هذه الأقوال أوسطها.
أما فساد الأول: فلما عن القاموس من التصريح بفساد وهم من خص الطرب بالسرور، وأما فساد الأخير: فلما تقدم من أن مجرد مد الصوت وتحسينه ليس غناء قطعا لا سيما وقد ورد أن الله ما بعث نبيا إلا حسن الصوت (1) وأنه كان علي بن الحسين عليهما السلام يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته (2) وأن الله تعالى يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا.