ومنه الحديث اقرأوا القرآن بلحون العرب {2} وقد لحن في قرائته إذا طرب بها وغرد وهو ألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء انتهى.
وصاحب الحدائق جعل اللحن في هذا الخبر بمعنى اللغة أي بلغة العرب وكأنه أراد باللغة اللهجة وتخيل أن ابقاءه على معناه يوجب ظهور الخبر في جواز الغناء في القرآن {3} وفيه ما تقدم من أن مطلق اللحن إذا لم يكن على سبيل اللهو ليس غناء وقوله صلى الله عليه وآله وإياكم ولحون أهل الفسوق نهى عن الغناء في القرآن ثم إن في قوله لا يجوز تراقيهم إشارة إلى أن مقصودهم ليس تدبر معاني القرآن بل هو مجرد الصوت المطرب {4}.
____________________
فتحصل: إن الغناء في المراثي حرام إلا أن الصوت غير الموجب لحصول الخفة الحاصلة عن شدة السرور - وبعبارة أخرى غير الملهي - لا يكون غناء فلا يكون محرما.
{1} كما في خبر عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) {2} كما في الحدائق 18، 114 وفي الصحاح 6، 2193 مادة لحن وفي خبر حذيفة بن اليمان (2).
{3} لم يتخيل صاحب الحدائق (قدس سره) ذلك وهذا كلامه فلا حظه قال فإنه وإن كان لفظ اللحن مما ورد بمعنى الغناء لكنه ورد أيضا لمعان أخر منها اللغة وترجيع الصوت و تحسين القراءة والشعر إلا أن الأنسب به هنا هو الحمل على اللغة انتهى وعلى ذلك فلا مورد لما أورده المصنف (قدس سره) عليه.
{4} ويمكن أن يكون المراد به أنه لا يجاوز تراقيهم إلى السماء بمعنى أن الله لا يقبل منهم ولا يرفع قرائتهم إلى السماء قصدوا بها تدبر معاني القرآن أيضا أم لا.
{1} كما في خبر عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) {2} كما في الحدائق 18، 114 وفي الصحاح 6، 2193 مادة لحن وفي خبر حذيفة بن اليمان (2).
{3} لم يتخيل صاحب الحدائق (قدس سره) ذلك وهذا كلامه فلا حظه قال فإنه وإن كان لفظ اللحن مما ورد بمعنى الغناء لكنه ورد أيضا لمعان أخر منها اللغة وترجيع الصوت و تحسين القراءة والشعر إلا أن الأنسب به هنا هو الحمل على اللغة انتهى وعلى ذلك فلا مورد لما أورده المصنف (قدس سره) عليه.
{4} ويمكن أن يكون المراد به أنه لا يجاوز تراقيهم إلى السماء بمعنى أن الله لا يقبل منهم ولا يرفع قرائتهم إلى السماء قصدوا بها تدبر معاني القرآن أيضا أم لا.