ومنها المروي في الإحتجاج عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث أن زنديقا قال له: ما تقول في علم النجوم قال عليه السلام: هو علم قلت منافعه وكثرت مضاره لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقى به المحذور، أن خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز عن القضاء وإن أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه، الخبر (2) إلى غير ذلك من الأخبار الدالة، على أن ما وصل إليه المنجمون أقل قليل من أمارات الحوادث من دون وصل إلى معارضاتها، ومن تتبع هذه الأخبار لم يحصل له ظن بالأحكام المستخرجة عنها فضلا عن القطع، نعم قد يحصل من التجربة المنقولة خلفا عن سلف الظن بل العلم بمقارنة حادث من الحوادث لبعض الأوضاع الفلكية، فالأولى التجنب عن الحكم بها ومع الارتكاب فالأولى الحكم على سبيل التقريب وأنه لا يبعد أن يقع كذا عنه كذا والله المسدد.
____________________
تعلم علم النجوم الموضع الثالث: في تعلم هذا العلم، فقد أطال المحقق المجلسي الكلام في المقام، واستدل على حرمة التعلم والنظر في علم النجوم بنصوص كثيرة غير دالة، وملخص القول فيه: إن ما استدل به على حرمة النظر فيها وتعلم علمها على أقسام:
الأول: ما تضمن ذم المنجم المتقدم.
الثاني: ما يكون ضعيف السند مثل ما رواه الصدوق بسند فيه ضعف في محكي الخصال عن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن خصال، وساق الحديث إلى أن قال: وعن النظر في النجوم (3).
الأول: ما تضمن ذم المنجم المتقدم.
الثاني: ما يكون ضعيف السند مثل ما رواه الصدوق بسند فيه ضعف في محكي الخصال عن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن خصال، وساق الحديث إلى أن قال: وعن النظر في النجوم (3).