وأما الثاني: فهو الاشتباه في الموضوع فهو ما ظهر من بعض من لا خبرة له من طلبة زماننا تقليدا لمن سبقه من أعياننا من منع صدق الغناء في المراثي وهو عجيب فإنه إن أراد أن الغناء مما يكون لمواد الألفاظ دخل فيه فهو تكذيب للعرف واللغة.
أما اللغة فقد عرفت. وأما العرف لأنه لا ريب أن من سمع من بعيد صوتا مشتملا على الاطراب المقتضي للرقص أو ضرب آلات اللهو لا يتأمل في اطلاق الغناء عليه إلى أن يعلم مواد الألفاظ وإن أراد أن الكيفية التي يقرأ بها للمرثية لا يصدق عليها تعريف الغناء فهو تكذيب للحس.
وأما الثالث: وهو اختصاص الحرمة ببعض أفراد الموضوع فقد حكي في جامع المقاصد قولا لم يسم قائله باستثناء الغناء في المراثي {1} نظير استثنائه في الأعراس ولم يذكر وجهه وربما وجهه بعض من متأخري المتأخرين.
____________________
الغناء في المراثي وقد استثنى القوم من الغناء المحرم موارد:
{1} الأول: ما حكي في محكي جامع المقاصد عن من لم يصم قائله وهو الغناء في المراثي ولم يذكر وجهه.
وقربه المحقق الأردبيلي في محكي شرح الإرشاد وعلل ذلك بوجوه:
منها: إنه ما ثبت الاجماع إلا في غيرها والأخبار ليست بصحيحة صريحة في التحريم مطلقا.
{1} الأول: ما حكي في محكي جامع المقاصد عن من لم يصم قائله وهو الغناء في المراثي ولم يذكر وجهه.
وقربه المحقق الأردبيلي في محكي شرح الإرشاد وعلل ذلك بوجوه:
منها: إنه ما ثبت الاجماع إلا في غيرها والأخبار ليست بصحيحة صريحة في التحريم مطلقا.