وما جعله خارجا قد أدخله غيره وفي بعض الروايات دلالة عليه وسيجئ المحكي والمروي ولا يخفى أن هذا التعريف أعم من الأول لعدم اعتبار مسحور فيه فضلا عن الاضرار ببدنه أو عقله.
وعن الفاضل المقداد في التنقيح أنه عمل يستفاد منه ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأسباب خفية، وهذا يشمل علمي الخواص والحبل.
وقال في البحار بعد ما نقل عن أهل اللغة أنه ما لطف وخفي سببه أنه في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع انتهى.
____________________
حقيقة السحر وأما المقام الثاني: وهو بيان حقيقة السحر، فقد اختلفت كلمات أئمة اللغة والفقه في بيان حقيقة السحر، وقد ذكر المصنف قدس سره جملة منها في المتن:
والذي يظهر بعد المراجعة إلى موارد استعمال هذه الكلمة ومشتقاتها عند أهل اللسان، والتدبر في مجموع التفاسير المنقولة عن الفقهاء العظام وأئمة اللغة وضم بعضها ببعض: أن السحر هو صرف الشئ عن وجهه على سبيل التمويه والخدعة، وقلبه من جنسه في الظاهر لا في الحقيقة، وتصويره على خلاف صورته الواقعية، فهو أمر لا واقعية له، بل مجرد تصرفات خيالية.
وبعبارة أخرى: أنه تمويهات، لا حقيقة لها، يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة، نعم ربما يترتب عليه أمر واقعي، كما لو أظهر الساحر للمسحور شيئا مهولا فخاف منه ومات أو صار مجنونا فإن الموت أو الجنون وإن كان واقعيا، إلا أنه من آثار السحر لا أنه بنفسه السحر، وبهذا الاعتبار يطلق السحر على طلي الفضة بالذهب، وأطلق المشركون الساحر على النبي الصادق حيث تخيلوا أنه صلى الله عليه وآله يظهر الباطل بصورة الحق بتسحير أعين الناس و قلوبهم، ونفاه عنه سبحانه تعالى.
والذي يظهر بعد المراجعة إلى موارد استعمال هذه الكلمة ومشتقاتها عند أهل اللسان، والتدبر في مجموع التفاسير المنقولة عن الفقهاء العظام وأئمة اللغة وضم بعضها ببعض: أن السحر هو صرف الشئ عن وجهه على سبيل التمويه والخدعة، وقلبه من جنسه في الظاهر لا في الحقيقة، وتصويره على خلاف صورته الواقعية، فهو أمر لا واقعية له، بل مجرد تصرفات خيالية.
وبعبارة أخرى: أنه تمويهات، لا حقيقة لها، يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة، نعم ربما يترتب عليه أمر واقعي، كما لو أظهر الساحر للمسحور شيئا مهولا فخاف منه ومات أو صار مجنونا فإن الموت أو الجنون وإن كان واقعيا، إلا أنه من آثار السحر لا أنه بنفسه السحر، وبهذا الاعتبار يطلق السحر على طلي الفضة بالذهب، وأطلق المشركون الساحر على النبي الصادق حيث تخيلوا أنه صلى الله عليه وآله يظهر الباطل بصورة الحق بتسحير أعين الناس و قلوبهم، ونفاه عنه سبحانه تعالى.