الجملة والقرص الواحد ولد عند البعض وتفرقه تفرقة رزق على جماعة وقيل رؤيا ما يعمل من الدقيق جملة سواء كان لينا أو يابسا فإنه خير ونعمة ومنفعة ومال وبركة لأنه عمود الدين وحياة الأنفس وبه يقوى الانسان على طلب معيشته وطاعة الله تعالى وربما دل على العلم والإسلام وربما كان مالا يقوم به حياة الانسان وهو محمود على أي وجه كان خصوصا لمن أكله.
وأما النخالة فإنها تؤول بالاحتياج والقحط والقلة وضيق المعيشة خصوصا لمن كانت معه وأكل منها وكره بعضهم رؤيتها من حيث الجملة على أي وجه كان. وأما التين فإنه مال جزيل وخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وولاية وظفر وإذا كان في أيام البذار كان أبلغ وتبن القمح أبلغ، ومن رأى أنه دخل متبنا وعلم أنه ملكه فيؤول بالغنى وحصول مراد في الدنيا والآخرة ومن رأى أنه وقع في متبنه نار فان الملك يأخذ جميع ماله، ومن رأى أنه يأكل تبنا يحصل مال بجهل لكونه مشبها بالبهائم. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا التبن تؤول بمال كثير.
وقد حكى أن المنصور رحمه الله رأى بالبصرة كأنه راكب على حمار وتحته حمل تبن وهو من فوق الحمل وقد عبر على الجسر بعد ما ضرب الحمار ضربا شديدا حتى عبر فقص رؤياه على المعبرين فقالوا سيأتي لك الامر وتجمع أموال الدنيا والقصة طويلة وكان الامر كما عبر، وقال بعض المعبرين أحب رؤيا التبن لأني ما رأيته إلا وقد حصل لي مال على أي وجه كان وشونة التبن تؤول بخزانة المال