كدرا فهو هم وغم والكلام على الماء تقدم في فصله في باب الأبحر، ومن رأى أنه يشرب مشروبا معروفا فإنه يؤول بحصول خير ممن نسب إليه ذلك في أصل التعبير، ومن رأى أنه يشرب شيئا أصله للدواء فإنه دواء وإن كان أصله للضرر فلا خير فيه وربما كان حصول مال بحصول مضرة وشرب ماء البطيخ يؤول على وجهين للضعيف شفاء ولغيره مختلف فيه فمنهم من قال إنه مرض ومنهم من قال مال ومنفعة وأما شرب الأدوية المسهلة فتقدمت في فصلها في الباب الثاني والعشرين وأما شرب اللبن فإنه يأتي في بابه، قال ابن سيرين: من رأى أنه يشرب شرابا حلوا ورائحته طيبة مثل شراب التفاح والاترنج والرمان وما أشبهه فإنه يدل على ستة أوجه:
صفاء في الدين ومنفعة وعلم مفيد وعمر طويل وعيش وذكر الله تعالى ومن رأى أنه يشرب شرابا حامضا مثل شراب الريباس وشراب الليمون والنارنج وما أشبهه مما يكون معتدل الرائحة فإنه يدل على الغم والحزن والمضرة، ومن رأى أنه يشرب شرابا مرا كريه الرائحة مثل شراب الافسنتين والزوفة وشراب الآس وما أشبهه فإنه يدل على الخير والمنفعة وصلاح في الدين والدنيا، من رأى أنه يشرب شرابا معتدل الطعم طيب الرائحة مثل شراب العود والبنفسج وشراب الورد وما أشبهه فإنه يدل على ذكر جميل وتحسين وثناء بقدر ما شرب منها. قال جابر المغربي: كل شراب يشرب للدواء فإنه يدل على الخير صلاح الدنيا وكل شراب حامض متغير الطعم فإنه يدل على الغم والحزن قال أبو سعيد الواعظ: