فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظا ومنزلة منه وإن لم يكن معه شئ من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب، ومن رأى أنه ينكح أحدا منهن فلا خير فيه، ومن رأى أن السلطان نكحه فهو للرائي خير ومنفعة، ومن رأى أنه هو الفاعل فإنه حصول ضرر وغلب ومصيبة، ومن رأى أن السلطان دخل مكانا وليس من شأنه ذلك فإنها ذلة وهوان وإن كان السلطان صالحا قيل إنه يظهر العدل في ذلك المكان وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى - وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات - ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته أو أخذ شيئا من ملبوسه فإنه يأخذ ماله وإن كان ذا وظيفة عزل وإن كان من ذوي المعاش فإنه كساد معاشه وذله ومن رأى أن السلطان ارتفع إلى مكان عال وليس هناك أعلى منه فإنه انتهاء أمره وزوال سلطانه ومن رأى في السلطان ما يشينه فهو نقص في أبهته وان رأى ما يزينه فهو ضد ذلك ومن رأى أن السلطان جلس ليتقاضى أشغال الناس فإنه دليل على أنه ملتفت إلى مصالحهم ومن رأى أن السلطان نائم فضد ذلك، وقيل رؤيا السلطان تؤول على خمسة أوجه نصرة وحجة ومخاصمة وعز ورفعة وفساد وذلة فيحتاج الامر في ذلك إلى اعتبار الرائي ومقامه. وقال ابن سيرين: رؤيا السلطان تؤول على اثنى عشر وجها إمامة وعلم وخطابة وسمعة وحكم وانقياد للحاكم ووجاهة وعزو ورفعة وتقديم. وقال دانيال عليه السلام: من رأى أن السلطان تصرف في الريح فإنه يحكم في الخافقين
(١٠٩)