الإنسان ليس بأسد ولا كلب. فافهم ذلك - رحمك الله. وإنما نسمي الله عز وجل بالعالم بغير علم حادث علم به الأشياء واستعان به على حفظ ما يستقبل من أمره والروية فيما يخلق من خلقه وبعينه ما مضى مما أفنى من خلقه مما لو لم يحضره ذلك العلم ويعنه، كان جاهلا ضعيفا.
كما أن رأينا علماء الخلق إنما سموا بالعلم لعلم حادث، إذ كانوا قبله جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء فصاروا إلى الجهل. وإنما سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا. فقد جمع الخالق والمخلق اسم العلم واختلف المعنى على ما رأيت. وسمي ربنا سميعا لا بجزء فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به، كما أن جزأنا الذي نسمع به لا نقوى على النظر به. ولكنه أخبر أنه لا يخفى عليه الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن. فقد جمعنا الاسم بالسميع واختلف المعنى. وهكذا البصر.... (1) وروى الكليني عن علي بن إبراهيم مسندا عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم:
إنه واحد، صمد، أحدي المعنى، ليس بمعاني كثيرة مختلفة. قال: قلت:
جعلت فداك، يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر و يبصر بغير الذي يسمع. قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا. تعالى الله عن ذلك. إنه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع.
قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه. قال: فقال: تعالى الله. إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق. وليس الله كذلك. (2) وروى المجلسي في الخبر المروي في التوحيد المشتهر بالإهليلجة، عن محرز بن سعيد النحوي مسندا عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد