تسليما. (1) وحيث إن الفعل المذكور في مقام الامتنان، يراد به تحقق الفعل فقط من دون عناية إلى الزمان. فإذا دخلت عليه السين، تفيد تأكيد هذا المعنى.
هذا كله على قراءة ننسها من باب الإفعال من نسي ينسى. وأما على قراءة ننسئها بإثبات الهمزة في آخرها - كما قال الشيخ: " وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ننسأها بفتح النون والسين وإثبات الهمزة الساكنة بعد السين - فمعناه التأخير، أي تأخير الآية المنسوخة عن الوقت المضروب له قليلا أو كثيرا ثم إذا شاء نسخه. (2) قد تحصل من جميع ما ذكرنا أن الآية الكريمة مطلقة شاملة لجميع ما تمس عليه يد الخلقة والجعل من الأعيان والآيات التكوينية أو الأحكام التشريعية المجعولة و وكذلك مطلقة بالنسبة إلى الآية المنسية، سواء كانت المنسية تكوينية أو تشريعية.
وقوله تعالى: نأت بخير منها أو مثلها جواب للشرط المذكور في صدر الآية، مجزوم بما جزم به الشرط.
قال ابن هشام في البحث عن معاني ما: النوع الثاني: الشرطية. وهي نوعان:
غير زمانية: نحو وما تفعلوا من خير يعلمه الله (3) وما ننسخ من آية... (4) فالمعنى: نأتي بشئ خير في الحكمة والمصلحة من المنسوخ والمنسي، أو: نأتي بشئ خير من جنس المنسوخ ومن سنخه، بناءا على تجريد أفعل من التفاضل.
قوله تعالى: أو مثلها، أي: ما تشابه المنسوخ والمنسي ويساويهما في الحكمة والمصلحة.
ولا يخفى أن ما ذكرنا من الإطلاق، إطلاق بدلي. أي: من الآيات ما يجوز