توحيد الإمامية - الشيخ محمد باقر الملكي - الصفحة ٢٩٩
وسع السماوات والأرض؟ فقال: بل الكرسي وسع السماوات والأرض والعرش وكل شئ في الكرسي. (1) وروى أيضا مسندا عن زرارة قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وسع كرسيه السماوات والأرض السماوات والأرض وسعن الكرسي، أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟ قال: إن كل شئ في الكرسي. (2) وروى الكليني عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
... فالكرسي محيط بالسماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى. وذلك قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. (3) بيان: هذه الروايات تدل على ما استظهرناه من الآية الكريمة من أن المراد من الكرسي في الآية المباركة هو العلم الذي وسع السماوات والأرض وما فيهما. وهذا الكرسي الرفيع الوسيع محيط بما علم به من السماوات والأرض إحاطة عيان وانكشاف، لا على نحو الانطباع والعلم الحصولي. وليس قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض ولا الروايات الواردة في تفسيرها. مسوقة لبيان كينونة الأشياء في الكرسي بنحو من أنحاء الوجود، كما ذكرناه في البحث عن الكتاب المبين وتفسيره. والظاهر أن الآية الكريمة مسوقة لتمجيده تعالى بأن كرسيه وسع السماوات والأرض، والروايات مسوقة لبيان حقيقة الكرسي وأنه علم محيط بالسماوات والأرض.

(١) المصدر السابق / ٣٢٧.
(٢) المصدر السابق / ٣٢٨.
(٣) الكافي ١ / 130.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست