إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون. وقال لأهل النار: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون. فقد علم الله عز وجل أنه لوردهم، لعادوا لما نهوا عنه. وقال للملائكة لما قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون.
فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها. فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا. خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء.
كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا. (1) وروى أيضا مسندا عن عبد الله بن مسكان قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان، أم علمه عندما خلقه وبعد ما خلقه. فقال:
تعالى الله. بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كونه. (2) وروى أيضا مسندا عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعته يقول:
كان الله ولا شئ غيره ولم يزل عالما بما كون. فعلمه به قبل كونه، كعلمه به بعد ما كونه. (3) وروى أيضا مسندا عن أيوب بن نوح أنه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الله عز وجل أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكونها، أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق وما كون عندما كون. فوقع عليه السلام بخطه: