عائشة حديثهم الذي زعموا فيه أن النبي صلى الله عليه وآله رأى ربه، وكذلك ابن عباس وابن مسعود، وجمهور الصحابة.
روى المجلسي في البحار: 36 / 194: (عن ابن عباس أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوما وعنده كعب الحبر، إذ قال (عمر): يا كعب أحافظ أنت للتوراة؟ قال كعب: إني لأحفظ منها كثيرا. فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومم خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟
فقال عمر: يا كعب هل عندك من هذا علم؟
فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، نجد في الأصل الحكيم أن الله تبارك وتعالى كان قديما قبل خلق العرش، وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة، فهناك خلق عرشه من بعض الصخرة التي كانت تحته، وآخر ما بقي منها لمسجد قدسه!
قال ابن عباس: وكان علي بن أبي طالب عليه السلام حاضرا، فعظم علي ربه وقام على قدميه ونفض ثيابه! فأقسم عليه عمر لما عاد إلى مجلسه، ففعله.
قال عمر: غص عليها يا غواص ما تقول يا أبا الحسن، فما علمتك إلا مفرجا للغم. فالتفت علي عليه السلام إلى كعب فقال:
(غلط أصحابك وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه!
يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعز الله وجل أن يقال له مكان يومى إليه، والله ليس كما يقول الملحدون