وأول ما ظهرت أحاديث الرؤية بالعين والتشبيه من عمر بن الخطاب قال: (إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب، من ثقله. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح). (مجمع الزوائد: 1 / 83) وفي رواية السيوطي في الدر المنثور: 1 / 328: عن عبد بن حميد، وابن أبي عاصم في السنة، والبزار، وأبي يعلى، وابن جرير، وأبي الشيخ، والطبراني، وابن مردويه، والضياء المقدسي في المختارة، عن عمر... وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع).
ويبدو أن عمر أخذه من كعب الأحبار، فقد روى ابن خزيمة في توحيده ص 225 قال: (اجتمع ابن عباس وكعب فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نزعم أو نقول: إن محمدا رأى ربه مرتين، قال فكبر كعب حتى جاوبته الجبال! فقال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى)! انتهى.
وهذا يدل على أن كعبا كان يتبنى الرؤية وكان بنو هاشم ينفونها، وقد نسبها هذا الأثر إلى بني هاشم زاعما أنهم قبلوا بها، وليس بصحيح!
وفي تفسير الطبري: 52 / 12: عن كعب الأحبار قال لرجل: (سألت أين ربنا، وهو على العرش العظيم متكئ واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمسمائة سنة، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمسمائة سنة، وكثافتها خمسمائة سنة، حتى أتم سبع أرضين، ثم من الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثافتها خمسمائة سنة، والله على العرش متكئ)!
* * وقد رد علي عليه السلام على كعب الأحبار في مجلس عمر وكذبه، كما كذبت