عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ قال أبي بن كعب. قال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال نعم. قال وسمعتها من رسول الله (ص)؟ قال نعم. قال: لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا! فقال أبي: تصديق ذلك في أول سورة الجمعة: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم. وفي سورة الحشر: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. وفي الأنفال: والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم).
* * ومعنى قول عمر: (قد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا)، أنه يرى أن قريشا فوق الجميع فلا يساوى بها أحد، بينما وجود الواو في الآية يجعل الأنصار معهم على قدم المساواة! فالحل عند عمر أن تقرأ الآية المئة من سورة التوبة: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم)، فتحذف الواو وترفع كلمة الأنصار ليكون المعنى أن الله رضي عن المهاجرين وعن أتباعهم الأنصار!!
فعمر يريد أن يجعل اختيار الله تعالى لقريش من أجل قبائلها كلها وليس من أجل أن يختار منهم بني هاشم، ويختار منهم محمدا صلى الله عليه وآله وآله المطهرين المعصومين فقط.
يريد عمر طبقية لقريش على العالم، وأنها شعب الله المختار، على خطى اليهود الذين زعموا أنهم شعب الله المختار والناس خدم لهم!
وهذا التحريف يثير حفيظة كل مسلم، ويثير حفيظة الأنصار بصورة خاصة لأن الله جعلهم على قدم المساواة مع المهاجرين وإن ذكر اسمهم بعدهم، وعمر يريد أن يجعلهم تابعين لهم!