بأي الوصيتين عمل عمر؟!
بموجب الوصية النبوية كان الواجب على أبي بكر وعمر أن يأخذا القرآن من علي عليه السلام، أو يكتباه عن نسخة أي واحد من هؤلاء الأربعة، ويعمما نسخته على بلاد المسلمين. وقد روت المصادر أن المسلمون طالبوا عمر بتبني مصحف أهل البيت عليهم السلام أو أحد مصاحف هؤلاء الأربعة، ولكنه نهاهم وقال لا أسمح لأحد أن يقوم بذلك، أنا سأقوم بجمع القرآن!
قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة: 2 / 705: (جاءت الأنصار إلى عمر فقالوا: نجمع القرآن في مصحف واحد فقال: إنكم أقوام في ألسنتكم لحن، وإني أكره أن تحدثوا في القرآن لحنا. فأبى عليهم)!!
وفي مصنف ابن أبي شيبة: 7 / 151: (أن زيد بن ثابت استشار عمر في جمع القرآن فأبى عليه فقال: أنتم قوم تلحنون!).
فلم يأخذ عمر القرآن لامن العترة ولا من الأربعة الذين شهد لهم، بل خالفهم وآذاهم ورد عليهم في القرآن وغيره! ومنع الدولة طوال عهد أبي بكر وطوال عهده أن تتبنى نسخة من القرآن تكون النسخة الشرعية!
والعجيب أن الذي أبقى الدولة نحو ربع قرن بعد وفاة نبيها صلى الله عليه وآله بلا نسخة قرآن رسمية! هو الذي رفع في وجه النبي صلى الله عليه وآله شعار (كتاب الله حسبنا) ولم يرض أن يكتب النبي صلى الله عليه وآله لأمته كتابا يؤمنها من الضلال!
كما أبقى الأمة بلا نسخة رسمية مدونة من الحديث النبوي! بل منع الصحابة من مجرد رواية الحديث عن نبيهم صلى الله عليه وآله!
لقد وعد عمر المسلمين بأنه سيجمع القرآن على اجتهاده، وشكل لجنة