من أصحابي؟! فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟!).
وفي مسلم: 7 / 70: (عن أبي هريره أن النبي (ص) قال: لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من الإبل). (ورواه أحمد: 2 / 298، المسند الجامع تحقيق د. عواد: 3 / 343 و: 5 / 135 و 18 / 471، والبيهقي في البعث والنشور ص 125 ومجمع الزوائد: 10 / 665) وروى مسلم: 2 / 369، وأحمد: 5 / 390: (عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي (ص) قال: في أصحابي إثنا عشر منافقا، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)! انتهى وقال المفيد في الإفصاح ص 50: (وقال (النبي) عليه السلام: أيها الناس بينا أنا على الحوض إذ مر بكم زمرا فتفرق بكم الطرق فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك، فأقول: ألا سحقا، ألا سحقا. (1).
وقال عليه السلام: (ما بال أقوام يقولون إن رحم رسول الله لا تنفع يوم القيامة! بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل منكم يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال الآخر: أنا فلان بن فلان فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقرى). (2).
وقال عليه السلام، وقد ذكر عنده الدجال: أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال (3). وقال عليه السلام: إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني. (4).
في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان.
على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه. قال الله سبحانه وتعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (سورة آل عمران: 144)