العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه.
قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله؟
قال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض. (سورة آل عمران: 23 - 34) وقال الله في موضع آخر: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما. (سورة النساء: 54) ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (سورة النساء: 59) يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما بقوله: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما، يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، والملك هاهنا الطاعة لهم. قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا. فأول ذلك قول الله: وأنذر عشيرتك الأقربين. (سورة الشعراء: 214) وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فهذه واحدة. والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (سورة الأحزاب: 33) وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند، لأنه فضل بين.
والآية الثالثة، حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال فقال: قل يا محمد: (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين). (سورة آل عمران: 61) فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فقرن أنفسهم بنفسه... إلى آخر الرواية). انتهى.