بلاغة الإمام علي بن الحسين (ع) - جعفر عباس الحائري - الصفحة ٢٤٤
وسيلة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم أنشد قصيدته التي أولها:
من لقلب متيم مستهام * غير ما صبوة ولا أحلام (1) فلما أتى على آخرها، قال (عليه السلام): ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه، فإن الله لا يعجز عن مكافأتك، اللهم اغفر للكميت.
ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك (2) وذرية نبيك بنفسه، حين ظن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، وأمته شهيدا، وأره الجزاء عاجلا، وأجزل له جزيل المثوبة أجلا، فإنا قد عجزنا عن مكافأته.
قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه. (3) 339. واستشار زيد أباه (عليه السلام) في الخروج فنهاه وقال (عليه السلام): أخشى أن تكون المقتول المصلوب، أما علمت أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلا قتل، فكان كما قال (عليه السلام) (4). (5)

١. شرح الهاشميات، ص ١٩٥.
٢. قد ورد في إحقاق الحق، ج 12، ص 61: " إن الكميت جاء في آل رسولك "، ولكن الصحيح هو الذي أثبتناه.
3. الدرجات الرفيعة، ص 570؛ تاريخ مدينة دمشق، ج 50، ص 237.
4. قال في زيد الشهيد (عليه السلام)، ص 88، ط النجف: إن هذا النهي، نهي تنزيهي، ويحمل على الشفقة وخوف القتل، ويؤيده هذه الرواية: عن الحسن بن راشد قال: ذكرت زيد بن علي، فتنقصته عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فقال: " لا تفعل، رحم الله عمي زيدا، أنه أتى إلى أبي وقال: إني أريد الخروج على هذا الطاغية، فقال: لا تفعل، فإني أخاف أن تكون المقتول، المصلوب على ظهر الكوفة، أما علمت يا زيد أنه لا يخرج أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل ثم قال: يا حسن، إن فاطمة لعظمها على الله، حرم ذريتها على النار، وفيهم نزلت:
(ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات).
يا حسن، لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يتبين ذي فضل فضله ". ويقول الشاعر المصري أحمد شوقي في دول العرب وعظماء الإسلام:
يطلب بالحجة حق بيته * والحق لا يطلب إلا بالقنا سائل عليا فهو ذو علم بها * واستخبر الحسين يعلم البنا فتى بلا رأي ولا تجربة * جرى عليه من هشام ما جرى فمات مقتولا وطال طلبه * وأحرقت جثته بعد البلا 5. نور الأبصار، ص 246؛ عنه في إثبات الهداة، ج 3، ص 32.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست